الاعداد السابقة للصحيفة
الاثنين22 ابريل

المعلم في “زنقة”

منذ 11 سنة
10
4597

مدخل:
ساءت معالم الزمن كثيرا في هذه الأيام،
ولم تبق براءة الخوف والهلع من المعلم
كما في الوقت السابق، حينما كان للمعلم هيبته
إذا ظهر في مكان ما، تجد التلميذ يسلك فجًا آخر
خوفا من مواجهته..
وفي وقتنا الحاضر، اُستعمِر هذا الخوف والهلع
بشى من الوقاحة وقلة الأدب، وإن لم أبالغ فربما
بعضهم يطلب من معلمه “سيجارة الدخان”
أو يحضر معه موكب “تفحيط”
أو يقوم معه بجولة سريعة على إحدى الأسواق،
لاسيما ” طلاب الثانوية..”
(1)
ينص التعميم الأول:
أن المعلم (لا يحق لك مقاومة الطالب حتى يطرحك أرضــاً)،
بعد ذلك التهجم القبيح.. أو سمِّهِ ما شئتَ..!!؛

يحق للمعلم الدفاع “فقط” عن ذاته التي اُنتهكت،
وإلا فإنه غير مخول للدفاع عن نفسه، أو بعبارة أوضح؛
لو صُفع على خده من يدِ طالبٍ متمردٍ ..!،
او رُكل بركلة طائشة على مؤخرته،
في هذه الحالة.. يكتفي المعلم برفع برقية للوزارة،!
كأقصى حدٍّ للمقاومة؛ خشيةَ “النقل التأديبي”
(2)
ينص التعميم الثاني:
(757) والصادر عام( 1420)
لا ضرب..، لا توقيف..، لا توبيخ..، لا همس..!!؛
لان ما سبق له أثار عكسية على الطالب؛
فهي تؤثر سلبيا على مستقبله وحياته
الصحية والاجتماعية والتحصيلية،
وكما تنص المادة على احترامهم وتقديرهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم..

قارئي الكريم:

إني لا أتصنع الطرافة ولا أتعمد الإثارة،
ولكن هذه هي الحقيقة الغامضة التي يوقّع أدناها
كل معلم ومدير مدرسة “سنويا”.
إن مثل هذه التعاميم لا شك بأنها تستوقف
عمل المعلم، وتجعل منه “بليد الحس”،
لا يسعى للنصح والإرشاد، ولا يُنمّي مواهبَ أبنائِه الطلاب..
وحينما أقول إن “وزارة التربية والتعليم”
بترت الدور الحقيقي للمعلم، وسلبت منه
سلاح الضرب – غير المُبرح- فهذه حقيقة
لا يخفي معالمها أي معلم مثابر ومجتهد.

يا سادة يا كرام:
منع المعلم من الضرب ليس
بحل جوهري من خلاله تنحل المعضلة.
كما أن الضرب هو العلاج الشافي،
ولو اقتصرت صلاحيتُهُ على المدير ووكيلِه
لصار الحلَّ الكافي؛ لأنه يعزز في الطالب
مهابة المعلم التي فُقدت، وكفيلاً أيضا بزرع
السكينة في ثنايا “المدرسة” بدلا من الضجيج والإزعاج.

ومضة:

أقولها بصريح العبارة إننا بالفعل نحتاج لإدارة متفهمة،
وسبق لها ان خاضت تجربة ميدانية عملية، لا مجرد إداريين ومشرفين
على الكراسي الدوارة،
الذين لم يكن لهم أي باع في التدريس، بل لم يكن لهم
إلا إصدار الاوامر على المعلم، حتى أصبح في “زنقة”

للتواصل مع الكاتب:
[email protected]

التعليقات

م
معلق مثقف عدد التعليقات : 15 منذ 11 سنة

ابدعت في اختيار الموضوع وجعلت يدك علي الجرح اخترت فاكتبت فابدعت الي الامام

ا
الكاتم عدد التعليقات : 56 منذ 11 سنة

المعلم محارب من الوزاره ومن المجتمع وفي المستقبل ستجد كثير من المعلمين سايتركون التعليم ويذهبون الي اي قطاع في الدوله بعيد عن التعليم تخبط عجيب وضياع حقوق

m
mishari عدد التعليقات : 2 منذ 11 سنة

صدقت اخي الكريم مقالك شافي وصريح العبارة في هذة السنوات الاخيرة يكثر فيه القرارات الغير صحيحة ويظلم في المعلم اشكرك على جهدك المعطاء

ع
عبد الرحمن محمد عدد التعليقات : 6 منذ 11 سنة

فعلا” لم يعد للمعلم هيبة والسبة الوزارة وتعاميمها حتى أن المناهج لم تعد كالسابق والله المستعان وحسبنا الله وكفى،، مقال جدا” رائع أستاذ خالد يوضح حال المعلم من تعاميم الوزارة التي تعود عليه سلبا”..

ب
بالقران نحيا عدد التعليقات : 143 منذ 11 سنة

صح لسانك

و
واجب الشكر عدد التعليقات : 5 منذ 11 سنة

الكتاب المخلصين لا يكتبون على الورق بل ينحتون في الصخر بحثا عن حلول لمشاكل المجتمع وإصلاح أحواله ، هذا الجلد وهذا الصبر رغم المحبطات هو ما يبقي على الأمل . شكرا من القلب لكاتبنا العزيز وكل كاتب حمل هم المعلم

ب
بالقران نحيا عدد التعليقات : 143 منذ 11 سنة

من أجمل ما قيل عن معاناة المعلم صح لسانك وبيض الله وجهك

ا
العلا عدد التعليقات : 8 منذ 11 سنة

دائما مبدع أستاذ خالد
تقبل تحياتي

ا
الشهري 15 عدد التعليقات : 342 منذ 11 سنة

لا فض فوك ..
والله كفيت و وفيت في مقالك , الطالب اصبح يرفع صوته على المعلم ويرد عليه وكأنه عدو له في الشارع يريد أن يثبت له رجولته ..

وانا هنا لا اتكلم من فراغ بل من واقع عايشته , و ما يزيد الطين بله التعميم الذي يمنع المعلم من ترسيب أي طالب إذ انه في حالة رسوب اكثر من طالب يتم التحقيق مع المعلم , وكانهم يقولون نجحوا الجميع المجتهد والفاشل المؤدب والمشاغب , ولا يمكن لمعلم ان يرضى بان يتم التحقيق في عمله خاصة إن كان ولي الامر لا يعترض إلا في نهاية السنة او نصفها عند استلام التقرير النهائي او النصف نهائي ..

ع
عموري عدد التعليقات : 10 منذ 11 سنة

حكي مهضوم وخفيف على القلب

اترك تعليقاً