الأثيوبيون..في ليلة من لياليهم!‎

تلك ليلة من لياليهم..عندما جنّ الظلام، وسكن الهدوء ، ونام أهل القرية أو همّوا بالمنام، تسلل رجلان داخل أحد البيوت، رجلان أسمران، يحمل كل واحد منهم على أقل تقدير سلاح أبيض(سكين) ومطرقة،وبما أن لهم باعا طويلا في كيفية الدخول إلى البيوت،لم يكلفهم الأمر سوى دقائق معدودة،فإذا بالباب على مصراعيه من غير علم أهله، ولكن ياتُرى من في البيت،وماهي ردة فعل صاحبه،عندما
يراهم،فهنا قهر الرجال،أو ليس التعدي على حرماتهم يعد قهرا؟!

ولكن تعال معي لتعرف من في البيت، فعندما دخل الرجلان اتجها لأول باب إذ كان على يمينهم،وفي هدوء تام نظرا فيه،فلم يجدا شيئا،فأخذا ساقيهما على مهل وحذر ،فاتجها للباب الذي يليه ثم الذي يليه وفي كل باب لايجدوا شيئا،حتى وصلا للباب الرابع وكان مغلقا دون إحكام، الباب يُفتح وحسرة عندما تعلم أن خلفه امرأة فقط وفتاة لم تصل العشرين من عمرها،هنا يقف القلم،ويجف حبره ليترك العَبرَة تأخذ مجراها،لا أستطيع أن أكمل،فالموقف هنا سيتكلم نيابة عني،ولكن ماذا تعتقد من متسللين إلى البيوت ليلا يحملان الأسلحة؟ ويجدوا فتاة وامرأة فقط،وفوق ذلك لايملكون كفالة..غير نظاميين مساكنهم الكهوف في أعلى قمم الجبال..عقلا الاغتصاب على أقل تقدير.

وتلك هي ليلة واحدة فقط من لياليهم..هم الأثيوبيون..قومٌ أتوا إلى المملكة دون تأشيرة،سكنوا الجبال وغيرها من جازان إلى الطائف تراهم كثرة،وفي ماعدا ذلك هم أقل، المواطن أكرمهم وجعلهم يرعون الأنعام ويسقون الزرع، ولا أبالغ لوقلت:أكرم شعبا هم الشعب السعودي.!

لذلك جنت أيديهم ذلك الكرم،فالكرم لايكون ولاينبغي إلا في أهله
ويقال:”اعمل خيرا تلقَ شرا” بعد كل الكرم ماذا فعل الأثيوبيون؟
قتل،اغتصاب،سرقة،تهديد،تكسير،حتى رجال الأمن لم يسلموا من شجٍ وماشاكله،والحق ليس الكلام مقصورا على الأثيوبيين،فهنالك غيرهم،ولكن أولئك عثوا في الأرض فسادا مرتين ! فهل من حزم وصرامة؟!

مابين مواطن يشتكي، ومصدر أمني ينفي..قال القلم:الشمس لاتحجب بغربال..يارجال الأمن،نعلم يقينا أنكم تريدون أن تطمنوا المواطن
فتطمينه يكون بتكثيف الحملات للقبض على المجهولين،فلا غنىً لنا بعد الله عنكم،فلقد أثلجتم الصدور في مواطن عديدة_وفقكم
الله_ فغذوا السير ثم شدوا وثاقهم..

لك أيها المواطن قال القلم: “يداك أوكتا وفوك نفخ” كنت طيب القلب،كريم الطباع،جميل الأصل..آويت أولئك فخانوك وعقروك
حقا ليس كلهم بل غالبهم..أيها المواطن الحر الأصيل لاتجعل وطنك مرتع للمتخلفين،الكرم يجري فيك مجرى الدم وهذا ديدننا وأنا معك ولكن إياك أن (تُلدغ من الجحر مرتين)..كيف لك أن تثق في مثل هؤلاء أن يكونوا بجوار بيتك؟!هنالك عرضك وعرض أخواتك أما آن لك بتسليمهم أو التبليغ عنهم!!يداً بيد حتى نخرجهم..فالأمن نعمة..نعمة..نعمة.

قال القلم أخيرا : إياك وتصوير أولئك،فليسوا كلهم على شاكلة واحدة،فإني أعلم أن القهر قد يخرجك عن طورك،فلست مزكيا نفسي، فإني مثلك كلنا نغضب،ولكن كن ذا عقل فالإسلام دين عدل.. (ولا تزرُ وازرة وزر أخرى)، وقد تعذبهم فيرحلون ويتصلون على من بقي من أبناء جلدتهم فيأتيك الانتقام..فاحذرهم_رعاك الله_فلك في قلوبنا مكانة..

خارج النص :

لا تشكِ للناس جرحا أنت صاحبه.. . ..لايؤلم الجرح إلا من به ألم