الاعداد السابقة للصحيفة
الخميس18 ابريل

الكبر

منذ 11 سنة
0
1316

إن من أمراض القلوب الخطيرة والمهلكة التي تفتك بابن آدم إذا أصيب بها هومرض ( الكبر) .

فهذا الخلق هو خلق الشيطان لأنه إمام المتكبرين وقدوتهم فقد رد الحق الذي جاءه من عند رب العالمين ورفض السجود لآدم وقال ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) فا ستحق لعنة الله الى يوم الدين ، فالكبر من الخصال الرذيلة التي يبغضها الله ورسوله ، وإن الإنسان المتكبر ينفر الناس منه ولا يحبونه وإن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنه فقال النبي : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق وغمط الناس ) رواه مسلم

بطر الحق : رد الحق ودفعه غمط الناس : إحتقار الناس قال تعالى ( ولا تصعر خدك للناس ولا تمشي في الأرض مرحا إن الله لايحب كل مختال فخور) ومعنى الآية : أي لاتمل عنقك تكبرا إذا خاطبت الناس ، وإن المسلم ذا القلب الحي والإيمان الصادق يقف صاغرا أمام عظمة الله وجلاله ويتأمل الآيات والأحاديث التي جاءت في ذم الكبر ، فإذا تدبرها الإنسان بعقل واعي وضمير يقظ وقلب خاشع فإنه يذل لله ويخضع له . قال تعالى ( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ) فهذه الآية تدل على أن الله تعالى يعمي قلب المتكبر وبصيرته فلا يهتدي إلى الحق أبدا ، وهذا والله من أعظم المصائب وأشدها ، فكيف يعيش ويحيا هذا الإنسان من غير نور من الله وبصيرة يرى بها الحق حقا فيتبعه ويرى الباطل باطلا فيجتنبه ، وإن المتكبر قد ارتكب ذنبا عظيما وقد قال صلى الله عليه وسلم ( يقول الله تعالى : الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منها القيته في جهنم ولا أبالي ) رواه مسلم .

فمن الضرورة الواجبة على كل إنسان أن يعالج هذا الداء في نفسه لأنه يبدأ صغيرا ثم يكبر والذي يعين على علاج النفس من داء الكبر هو تذكيرها بأصل خلقتها وماهيتها والإكثار من محاسبتها وتأنيبها على أخطائها وترك الإنتقام لها ، والتذكر دائما أن سيد الخلق أجمعين ما انتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله فهذا مما يورث في النفس التواضع ،وقد روي أن مطرف بن عبد الله الشخير رأى المهلب ” وكان المهلب ملكا ” وكان يتبختر في جبة خز ، فقال مطرف : يا عبد الله إن هذه مشية يبغضها الله ورسوله ، فرد المهلب : أما تعرفني ؟ فقال بل أعرفك ! فإن أوّلك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة وأنت بين ذلك تحمل العذرة . فمضى المهلب وترك تلك المشية .ونسأل الله أن يرزقنا التواضع لعظمته لننال رضاه.

التعليقات

اترك تعليقاً