تمكن الأخوان عثمان وعلي حافظ أحد مؤسسي النهضة التعليمية في الحجاز، من إنشاء أول مدرسة بنيت في الصحراء لتعليم أهل البادية في التاريخ الإسلامي عام 1365هـ تعتمد على منهاج المعارف السعودية، وذلك في الأربعينات الميلادية.

وتقع المدرسة في قرية المسيجيد وتبعد عن المدينة المنورة حوالي 82 كلم غرباً، حيث واجه المؤسسان تجهما من قبل أهالي القرية واضطرا إلى إعطاء مكافآت مالية لكل طالب لتشجيعهم للدراسة حتى صدر قرار من الملك عبد العزيز بتخصيص نصف ريال تدعيم للمدرسة وحث أبناء البادية للتعلم.

وبحسب ما ذكره علي حافظ في كتابه فصول من تاريخ المدينة المنورة أن حكومة المملكة ساعدت في بناء المدرسة وكانت تحظى باهتمام كبير من الشيخ عبد الله السليمان وزير المالية السعودي آنذاك.

وأوضح عدنان الحربي نائب رئيس نادي تاريخ المدينة أن المدرسة في بداية الأمر (مقهى) يجتمع فيه 13 طالباً من أهالي قرية المسيجيد الواقعة غرب المدينة المنورة، لتلقي العلم حتى وصل عدد منتسبيها 34 طالبا وأقبل عليها طلاب من القرى المجاورة منذ السنة الأولى من تأسيسها.

وأشار إلى أن المشروع واجه في بداية الأمر معارضة من أهالي القرية حيث انتشرت إشاعات أن الهدف من إنشائها هو تجميع الشباب وإرسالهم للحرب، ولكن تنبه أمراء القرية وسارعوا في تسجيل أبنائهم في المدرسة.

ويأتي ذلك بفضل حنكة ودراية سالم داغستاني مدير المدرسة أحد خبراء التعليم بمنطقة المدينة المنورة الذي قضى على تلك الإشاعات وكانت له تضحيات كبيرة لنجاح المشروع.

ولفت العمري إلى أن الطلاب كانوا في المدرسة لا يشغلهم شاغل عن الاستذكار والمراجعة والدرس وقد كانوا يبهرون الزائرين والمفتشين في فهمهم عند مناقشتهم.

والجدير بالذكر أن المدرسة تمكنت بعد مرور 5 سنوات من تحقيق نجاح لافت حتى أصبح أهالي القرية المجاورة يطالبون بفتح مدارس جديدة بعد أن كانوا يرفضون فكرة التعليم.