قصة قصيرة

عاشتْ حياتها على رتم منضبط

كالخط المستقيم ، حريصة كل الحرص على تحركاتها ، قراراتها ، ردود أفعالها..
الكلمة لديها بميزان والصمت لديها بحسبان..
سعيدة بنهجها ، راضية بنمط حياتها المُمل..
تتقالب فصول السنة أمامها ، وهي لا تشعر بها ، أو تكاد تدرك منها فصلٍ واحد ..
.
إلى أن زارها الثائر ، الغائر ، العاصف ،
ذلك الضيف الذي إذا حلّ بالقلب كانت الكارثة ، إنّهُ الحب الذي يأتي كصاعقة برقٍ ، تضرب جذوة القلب فيُصعق..
.
بدأت تشعر بحرارة صيف الحب ولهيبهُ مع كل نظرة منهُ ، وتهطل عليها أمطار الشتاء الهادئة مع كل ضمة وارتجاف بين يديهِ، وتُزهر كورد الربيع مع نغمات غزله وصوت أنفاسهِ بقرب مسمعها ، بينما في البُعد عنهُ جفّتْ وذوتْ وتساقطتْ أوراق عاطفتها ، وعبث بها الخريف وتعرّتْ ..
.
فقد عاشتْ معهُ كل الفصول بوقتٍ واحد ، وأصبحت تبحث عن خلاصها منهُ بعد دوامة عشقه اللا منتهي ، وبعد أن أنهك قلبها ذلك الزائر الثائر ..
.
ولا مخرج لها سوى معجزة أو طقوس فصلٍ خامس..