كالمعتاد انقسمت آراء وتعليقات غالبية الجماهير الرياضية بعد مباراة الجارين الاتحاد والأهلي على عنوان التيفو الذي قامت به رابطة الاتحاد “تذكرني” ولكن في هذه المرة وبالتحديد حدث أمر غريب، وهو أن تبدلت الآراء بطريقة عكسية وعجيبة، ونبدأها بالجماهير غير الأهلاوية ولا نقول الاتحادية فقط بالسخرية وتمرير هذا التيفو المُقترح والذي يحكي قصة السخرية من كارثة هبوط النادي الأهلي لموسم واحد فقط 2022/2023م والمعروفة أسبابها وعودته مجدداً لمكانه الطبيعي وملاقاة غريمه التقليدي في ديربي جدة العريق والأقدم على مستوى المملكة.

تبادل الكثير من الجماهير مقاطع بروفات رابطة الجماهير الاتحادية وتصميم شعار التيفو “تذكرني” باللغة الإنجليزية، ليكون صداها عالمي كما هو دوري روشن السعودي 2023/2024م المُدجَّج بأفضل نجوم كرة القدم في العالم والإمكانيات الجبارة، وعلى الجهة الأخرى استنكرت غالبية الجماهير الأهلاوية هذا التنمر وعدم معارضته بأي شكل من الأشكال سواء إعلامياً أو إدارياً من إدارة نادي الاتحاد لنبذ هذا التعصب الرياضي، كما فعل قدامى لاعبي الفريقين الموسم الماضي من زيارات وحضور ودعم في مباريات الفريقين.

وقد بدأت العملية العكسية فعلياً بعد المباراة مباشرة وعلى مدار يومين أو أكثر باستنكار وعتاب شديد اللهجة من إعلام نادي الاتحاد أولاً على اختيار هذا التيفو غير الموفق والموافقة عليه من قبل مسؤولي النادي، وقد صَرَّحَ المدير التنفيذي الأسبق لنادي الاتحاد الأستاذ حامد البلوي بأنه ” تيفو تافه ” وما كان ليحدث خلال فترة عمله.

وهناك البعض أمثال الأساتذة جمال عارف وعبد الله فلاته اللذان عَبَّرا عن رفضهما لمثل هذا النوع من الشعارات ومن التيفو الذي يساهم في نشر التعصب الرياضي بطريقة مُدوية عالمياً.

والسؤال الأهم الذي يدور في مخيلتي هو: ألم يكن الأجدر تدارك الوضع منذ البداية وقبل إقامة المباراة أو ساعة نشر التصاميم الخاصة بالتيفو؟ والسؤال الأخر هو: ماذا لو تحقق الفوز للاتحاد فهل ستكون التعليقات هي نفسها؟.

عموماً سنحول الدفة إلى الجانب الأهلاوي وتعليقاته العكسية على هذا التيفو الغريب والتي بدأت بعد المباراة مباشرة حيث ذكر رئيس مؤسسة النادي الأهلي أن لاعبي الأهلي استطاعوا الرد في الملعب على سؤال التيفو، وكان للأستاذ غرم العمري رأي آخر على فعالية التيفو والذي أفاد بأن التيفو كان “فعالاً” وهو أحد عوامل فوز الأهلي في المباراة بعد تميز الأداء ودقة الانضباط والتهيئة النفسية لهذا الديربي.

وشارك آخرون بتعبيرهم عن شكرهم لإدارة الأهلي في زرع روح الإصرار والتحدي لدى لاعبي الأهلي من أجل تحقيق الانتصار والحصول على نقاط المباراة كاملة.

أخيراً وليس آخراً كانت مباراة الديربي مميزة وممتعة وشَكَّل نجوم الفريقين خطورة على المرمى المنافس رغم تفوق الأهلي في النزعة الهجومية في الشوط الأول والهدوء والتكتيك في الشوط الثاني، وهو حال كرة القدم وكان هدف الأهلي هو الهدف الذي رجح كفته في المباراة كما هي ركلات الترجيح في حالات التعادل، ونختم بكلمتي “تافه” و “فعال” على شعار التيفو بسؤال مهم هو: ألم يأن للإعلام أن يقف صفاً واحداً من أجل تقديم صورة راقية عن المملكة؟ خاصة وهي مقبلة على حدث عالمي وهو استضافة كأس العالم للأندية ممثلة في نادي الاتحاد السعودي وكذلك الترشح لاستضافة نهائيات قارية متنوعة وصولا لاستضافة كأس العالم 2034م ونحتاج إلى إبراز صور إيجابية تمثل ثقافة المملكة الراقية في التنافس الشريف دون انتقاص أو تقليل من المنافس أو تنمر عليه.