منذ أيام قرأت مقالا بعنوان (ازدحام الرياض تحديات وحلول) تحدث فيه كاتبه عن الزحام المروري وحلوله الممكنة حسب رأيه ومما قال: “كل ساكنو الرياض يعانون زحمة الطرق ويتضجرون ويصبون كل العتب على الجهات الحكومية ذات العلاقة وهي وزارة والنقل والمرور وأمانة الرياض وأن وزارة الداخلية ممثلة بإدارة المرور قامت بعمل ورشة بعنوان”الكثافة المرورية والحلول ومن ثم أورد البعض من الحلول الشخصية ومن الحلول العامة المشتركة”.

ولا شك أن هناك كثافة مرورية بمدننا الكبيرة وخاصة مدينة الرياض مما كان سببا بطول الرحلات الشخصية حتى ولو كان للتنزه أو لحضور الفقرات الترفيهية ومن طبيعة الانسان التضجر والاحساس بالملل حينما يطول جلوسه أمام المقود غير أن ركوب المركبة لابد منه لقضاء المشاغل أو الوصول إلى العمل والعودة منه.

كما تحدث عن حلول شخصية وعامة مصدرها الجهات المسؤولة عن الزحام وهذه غالبا ما تكون مستخدمة لدى الكثير من الناس أو استحالة الاخذ بها كتوسعة الشوارع المشمولة بالزحام اليوم علما أن الخطأ الأساسي هو تقويم قدرة الشارع قبل اعتماده أما إعادة النظر في توسعتها بعد أن أحيطت بالعمران فهذا أمر مستحيل ولكن علينا العمل بطول أو بعد النظر لما سيحصل في المستقبل من اعتماد إقامة شوارع جديدة وفاعليتها بعد مضي عشرات السنين هذا من جانب ومن آخر فالحل الوحيد الممكن العمل به اليوم هو الغاء الجزر في بعض الشوارع ذات الكثافة الحركية بنسبة لا تقل عن 85%منها والاستفادة من طرق الخدمة أو بنسبة كبيرة منها فبعضها يسع لمسارين ولثلاثة فيكتفي بمسار واحد لأن الأصل في تخصيصه الخروج من الطريق العام إلى آخر أو إلى الحي وكذا الغاء الأكتاف وبعض الأرصفة التي لا حاجة لوجودها لانتفاء الاستفادة منها.

والأمر الثاني حينما كان الشيخ عبد الله النعيم وفقه الله أمينا لأمانة مدينة الرياض عمل على نصب الجسور الحديدية في التقاطعات لتسهيل المرور فقامت بالواجب عشرات السنين حتى بدأنا باستخدام الجسور والأنفاق الاسمنتية ومن هنا ألا يجدر بأمانة مدينة الرياض بقيادة سمو الأمير فيصل بن عبد العزيز العياف أن يكرر الأخذ بالجسور الحديدية والانفاق على مسافات طويلة ؛ وفي الطرق الدائرية خاصة الدائري الشرقي بدءا من مخرج13 حتى مخرج 8 والجنوبي من مخرج 19 حتى تقاطعه مع طريق الشفا بسعة مسارين فقط ذهابا وإيابا لهما مداخل ولا مخارج إلا عند النهاية وحال حدوث الزحام لبداية الدوامات ونهايتها يكون بالإمكان جعل الاتجاهين اتجاها واحد بتصرف ؛ أجزم أن الأمر سيكون حلا جذريا ولا مناص منه لعدم إمكانية توسيعهما حاليا بدون هذا العمل بسبب العمران على جانبيهما وهنا يستلزم الدراسة جيدا واتخاذ القرارات المفيدة والوحيدة أملي أن يكون هذا الاقتراح موصل للحل الدائم للزحام الحالي ولكن يجب على الجهات المختصة ملاحظة تجاوز حدوث الزحام فيما يستجد من شوارع أو طرق ذات أهمية مرورية في المستقبل والله الموفق .