كان مجلس الشورى قد وعد بدراسة موضوع إهدار الطعام وإصدار قرار بالنتيجة في جلسة الثلاثاء الموافق 17رجب1444هـ ولكن لا أعرف هل تم ذلك أم أنه أجل لجلسة قادمة لم يحدد يومها ووقتها وكان في جلسات سابقة قد طرح أمام المجلس خيار فرض غرامة على مهدري الطعام لا تقل عن مائتي الف ريال وبصراحة فأنا مهتم بهذا الموضوع ومتابع (وإن كانت العين بصيرة فاليد قصيرة).

وقد سبق أن كتبت عنه مرتين أو ثلاثة عبر بعض من صحفنا الورقية والكترونية كان آخرها عبر جرية الرياض بتاريخ 9 محرم1444هـ الموافق ل7 أغسطس2022م تعقيبا على حديث لمعالي وزير التجارة عن غلاء الأسعار نشرته الرياض بتاريخ 11الحجة 1443هـ الموافق ل 11يونيو 2022م واطلعت على ما سبق أن نشرته البعض من صحفنا عن النية لفرض غرامة على مهدري الطعام كأن تكون 200 الف ريال إلا أنه لم يتضح أن هذا المبلغ سيكون الحد الأدنى أو الأعلى للغرامة التي ستفرض .

وقد استعرضت هذا الموضوع بمقالي الأخير وقلت بأن هناك مئات الآلاف من الأطنان من مواد غذائية ليست مهدرة فقط بل هي مهملة تتمثل بالتمر أو الرطب الجني التي تحملها مئات الآلاف من النخيل ((وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا)) وغالبا أنها تتعرض للإهانة من المشاة خاصة تلك التي تتواجد بالحدائق وتكثر تلك النخيل في الوزارات والمستشفيات وما يقع منها على الطرق كطريق مطار الملك خالد وليس الإهدار يتمثل بم تنتجه تلك النخيل بل هو يمتد الى تلك المياه التي تسقى بها وغالبا هي من المياه الزلال التي أعدت للشرب في الأصل وتكلف الدولة مليارات الريالات خاصة ما كان منها من مياه البحار بعد تحليتها فهذا اهدار مضاعف ألا يجدر بنا الاستفادة منها لإطعام الفقراء والمساكين في بلدنا وبعدها فب البلدان الفقيرة كما في بعض من دول أفريقيا كالصومال علما أن هذا الطعام جاهز لا يحتاج إلى طبخ ولا ملح ولكن الاستفادة من انتاج تلك النخيل يحتاج إلى بذل جهود وعناية تتمثل بعدة أمور يعرفها ملاك النخيل وأنا كاتب تلك السطور علما أن الاستفادة من تلك النخيل يحفظ ثمراتها من الإهانة المتمثلة بوطئها بأقدام المتنزهين بلا وازع ولا خوف من الله فهل هذا هو شكر النعم وأمر ثالث يخص المخابز ومصانع الحلويات أجزم أنها لا تخلو من الإهدار.

وأما أسواق الخضار والفواكه فحدث ولا حرج (انظر وألى الحاويات التي فيها أوقريبة منها) وما لا يصلح للإنسان فالحيوان أولى به من الفساد ودفنه في مكبات القمامة ) وأخيرا بالله عليكم أليس أمر التمر أسهل بكثير من الجهد لحفظ بواقي الأطعمة المهدرة ؟؟ التي هي حديث اليوم بلا والله ولكن ما أجمل الجمع بين الحسنيين ثمار النخيل وبواقي الأطعمة وبصراحة فلدي أفكار تتعلق بهذا الموضوع إن أكد المجلس على دراسته وأراد اصدار قرار بالنتيجة اسأل الله التوفيق وتحقيق هذا الهدف النبيل.