تعقيبا على ما نشرته الرياض يوم الخميس 11 رجب 1444هـ 2 فبراير 2023م تحت عنوان نفقد كنوزاً وطنية.. السكن خارج نطاق الجامعات أول الأسباب ((حـوادث «المبتـعثـين» تــدمي القـلـوب)) تقرير – محمد الحيدر // تحدث فيه عما يلاقيه المبتعثون للدراسة من مخاطر ومشاكل.

لماذا تكثر الحوادث للمبتعثين السعوديين خاصة؟ والعرب بوجه عام؟ لماذا يلجأ المبتعثون – خاصة الذين يحصلون على منح حكومية – إلى السكن خارج نطاق الجامعات التي يدرسون فيها .

كم من حوادث القتل والغرق وحوادث الابتزاز، والمشكلات القانونية المتباينة التي يتعرض لها المبتعثون رجالاً ونساءً؛ مما يستدعي الأمر التدخل العاجل لبحث تلك العقبات وعواقبها، أسبابها وسبل تلافيها — الخ .

بداية يجب أن نلهج بالدعاء للملك عبد العزيز رحمه الله على نباهته وإدراكه لأهمية الابتعاث في زمانه حينما بدأ الابتعاث إلى خارج المملكة بعام 1346هـ وثم أنشأت حكومة المملكة في كل من القاهرة والإسكندرية دارا للبعثات السعودية إلى أن انتقل الأمر إلى وزارة التعليم العالي 1395هـ.

وإلى اليوم ولكن الأمر تغير كثيرا عن سابقه فأصبح الوضع الحالي يحتاج إلى التطوير وتحسين أوضاع المبتعثين ولذا فلا شك أن المبتعث حينما يغادر وطنه تسير به الأفكار والتوقعات فيما سيوا جهه من وقت نزوله بالمطار المقصود إلى حين دخوله الجامعة التي وجه للدراسة فيها من الهموم ولا أهم من توفر الراحة الكاملة لهذا المبتعث وعلى رأسها السكن المريح لينكب على دراسته وليعود يوما ما إلى وطنه حاملا شهادة التخرج ومنتظرا المكان الذي سيحل به في وطنه ليقدم له الخدمة التي ابتعث من اجلها وفيما يخصها (طبا – هندسة – طيرانا ) وما إلى ذلك.

ولكن يا ترى هل الظروف الحالية التي يعيشها مبتعثونا تمكنهم من تحقيق ما ابتعثوا من أحله بكل يسر وسهولة مع الجد والاجتهاد لنيل المنايا وتشريف وطنه ولكن وحسب ما أسمع وأقرا ليس الأمر كما ينبغي ولو طبقت وزارة التعليم ما بدأه الملك عبد العزيز رحمه الله لحصل المبتعث على كل ما يريد وحصل على كل ما يراد منه وبالفعل سمعنا وقرأنا عن أخبار من حوادث نالت البعض من المبتعثين تدمي القلوب وتجفف العيون من دموع الحزن والألم.

وكما قال الأخ الحيدر هذا غرق في النهر أو البحر وهذا قتل وهذا وهذا لماذا حصل كل هذا؟ لا شك أن اختيار الأماكن الصالحة للسكنى عنصر مهم يجب الا لتفات إليه وهذا لا يتأتى إلا أن تفعل الوزارة ما فعله مؤسس هذا الكيان الملك عبد العزيز طيب الله ثراه حذو القذة بالقذة من حيث السكن فالأولى أن يكون المبتعث داخل سكن الجامعة وإلا فتتولى السفارات توفير مساكن للمبتعثين جماعيا ويتوفر لهم المأكل والمشرب داخل سكنهم و أن يكون على السكن مشرف وله صلاحيات محددة ولكنها وافية الغرض يتولى أمور المبتعثين داخل السكن في كل دولة وفي كل مدينة.

هذا إضافة إلى لزوم رفع تكاليف الابتعاث وتسهيل أمورهم الدراسية وبحث مشاكلهم ومتطلباتهم كل هذا ليتفرغوا لدراساتهم وليكون تحصيلهم وفقا لما تبتغيه حكومتنا الرشيدة أعزها الله ووفقا لرغباتهم وكذا ما ينتظره أولياء أمورهم مما سيشرف وطنهم ويرفع مكانتها محليا وعالميا كاكتشاف علاج طبي مهم او التكريم من قبل جهات مهمة مقابل خدمات مجتمعية او تسجيل براءة اختراع لمنجز ذو قيمة عالية وهكذا.

وهنا أتمنى أن تبحث وزارة التعليم هذا الموضوع بكل عناية بالشراكة مع مجلس الشورى الموقر وبالله التوفيق ومنه السداد.