النادي الأهلي السعودي هو نادٍ من أقدم وأعرق الأندية السعودية والذي تأسس في 17 مارس 1937م في مدينة جدة غرب المملكة العربية السعودية وهو أول نادي سعودي يصل لنهائي كأس دوري أبطال آسيا عام 1986م والوحيد الذي جمع الدوري والكأس وكأس السوبر (الثلاثية الشهيرة) في عام 2016م وأكثر الأندية تحقيقا لكأس الملك بثلاثة عشر لقباً، وهو أول من أنشأ أكاديمية لكرة القدم في السعودية عام 2005م ومركز الأمير عبدالله الفيصل للشباب والناشئين، وقد تم إطلاق هذا اللقب عليه وفاءً لرمزه الكبير الأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله- والذي يعتبر المؤسس الفعلي للنادي وله بعد الله اليد العليا في تطوير النادي والارتقاء بسمعته المحلية والعربية والعالمية وإحضار مشاهير كرة القدم العالمية من مدربين ولاعبين ومنهم العبقري ديدي كأول مدرب برازيلي يدرب نادي سعودي، والداهية تيلي سانتانا مدرب البرازيل في كأس العالم في 1982م، والمدرب البرازيلي لازاروني، ومن أهم اللاعبين الذين أحضرهم الأمير عبدالله الفيصل اللاعب الشهير دييغو مارادونا في اليوبيل الذهبي للأهلي بعد مرور 50 عاما على تأسيسه، والأسطورة الهولندية يوهان كرويف في اعتزال النجم المحبوب أمين دابو –رحمه الله- وغيرهم من اللاعبين الكبار، ويحمل الأهلي في سجله الذهبي أكثر من 1300 بطولة لكافة الألعاب منها 39 بطولة مختلفة لكرة القدم وقد أطلق عليه الملك عبدالله –رحمه الله- ” سفير الوطن ” بوثيقة خاصة بعد استقباله لرؤساء وأعضاء شرف النادي ومجلس إدارته بعد تحقيق أربع بطولات خارجية (بطولة آسيا لكرة اليد – وبطولة الخليج لكرة اليد – وبطولة الخليج لكرة القدم – وبطولة الخليج لكرة الطائرة) في عام 1430هـ الموافق 2009م، وأطلق عليه أيضا الأمير سلطان بن فهد لقب النادي ” الراقي ” ولقَبَّه جمهوره بـ ” قلعة الكؤوس “.

أما على مستوى المباريات فقد تَمَيَّز النادي الأهلي باللعب أمام أفضل المنتخبات العالمية مرتين في تاريخه وهو المنتخب البرازيلي بكامل نجومه كانت الأولى في عام 1978م البرازيلي والثانية في عام 1989م بعد اختيار مدرب الأهلي لازاروني لتدريب البرازيل، وقد لعب الأهلي أيضا أمام فريق من أفضل فرق العالم الكروية وهو برشلونة الإسباني بكامل نجومه في عام 2016م ما يدل على عراقة هذا النادي الكبير ومدى سمعته العربية والآسيوية والعالمية خاصة بعد تسجيله رقما قياسيا مميزا في الدوري يصعب الوصول إليه في عدم الخسارة في 51 مباراة متتالية منذ فبراير 2014م إلى فبراير 2016م.

وفي هذا المقال وبعد هذه المقدمة البسيطة في حق هذا النادي الذي تجاوز الثمانين عاما، سوف نتطرق إلى جماهيره العظيمة التي أذهلت مدرجات الملاعب السعودية والعربية والآسيوية والعالمية بنشر الإبداعات والابتكارات في عالم التشجيع سواء كانت بالهتافات أو الشعارات التحفيزية أو التيفو (وهو مصطلح إيطالي مختصر من كلمة تيفوسي الإيطالية) أو الفلاشات أو التنظيم أو نسبة الحضور والدعم أو الرقي في التعامل مع المباريات والمنافسين فهي جماهير عاشقه لهذا الكيان الكبير وبجنون جعلت من نفسها مدرج فخم ورقم صعب ولوحة رائعة يستمتع بها كل الحاضرين في الملعب والمشاهدين للأهلي عبر الشاشات، وقد كان لجماهير الأهلي خطوة الإبداع الأولى في تطوير التيفو بشكل مميز في عام 2011م في مباراة نجران على ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة والذي صادف اليوم الوطني السعودي، وفيه أعلنت الجماهير الأهلاوية عن النشيد الرسمي لناديها والذي كان مميزا في كلماته ولحنه، مما أغرى شركة عبداللطيف جميل للاستثمار لرعاية تيفو مدرج الأهلي في إحدى مبارياته في دوري جميل والذي كلف قرابة الربع مليون ريال، أما التيفو الأبرز في تاريخ هذه الجماهير كان بعنوان ” سلمان الحزم ” في جدة عام 2015م وأمام فريق الرائد دعماً للقوات السعودية في عاصفة الحزم.

ولا نغفل إعجاب كبار المطربين بهذا المدرج العظيم حيث أنشد لهم الفنان فهد الكبيسي (مجانين الأهلي .. بحبه مجانين) مهما تعثَّر أو خسر الفريق أو ابتعد عن البطولات لأنه ليس السبب الذي يربطهم بفريقهم أو يربطهم بحضور المدرجات بل هي حالة استثنائية في الحب والعشق والانتماء تتوارثها الأجيال الجديدة التي نشاهدها في المدرجات، ولقد شبههم فنان العرب محمد عبده بالشجر والمدر .. والروابي الخضر أهلاوي، وأنشد الفنان المبدع عبادي الجوهر لهم أغنيته الشهيرة (طول العمر، طول الدهر .. جدة كذا .. أهلي وبحر) وأطرب هذه الجماهير أيضا الفنان عبد المجيد عبد الله بأغنيته التي يرددها عشاق الأهلي في المدرجات وهي (قال الهوية .. قلت أهلاوي)، أما الفنان المميز راشد الماجد فقد غرد بأغنيته المبهرة للأهلي (هذا وقتي .. هذا مجدي .. هذا الأهلي .. من هو قدي) كل هذه المشاركات تثبت اهتمام هذه النخبة من الفنانين بهذا النادي العريق وجمهوره الكبير والمؤثر الذي كان له الفضل بعد الله في النهوض بالفريق في حالات التعثر والكبوات وزرع روح التحدي في اللاعبين.

أما ما حصل في دوري يلو والذي يعتبر استراحة محارب من جماهير الأهلي الوفية فهو لا يصدق بعد تكاتف هذا المدرج وإعادة تسوية صفوفه وتحصينها بدروع الأمل والتحدي والحماس وبدأ العمل في كل الجهات ومن أهمها مواقع التواصل الاجتماعي ومطالبة أعضاء الشرف المخلصين والقيادة الرياضية بتصحيح الأوضاع غير الجيدة والتي تسببت فيها الإدارة السابقة والعمل على النهوض بهذا المارد الأخضر، وكان لهم الفضل بعد الله في قبول وزارة الرياضة استقالة النفيعي وحل مجلس إدارة النادي وتكليف مجلس إدارة مؤقت برئاسة الأستاذ وليد معاذ ونائبه الكابتن تيسير الجاسم وقام المجلس بتدارك الموقف وعمل الصفقات الواحدة تلو الأخرى سواءً على مستوى الجهاز الفني أو الإداري أو اللاعبين حسب احتياجات الفريق الفعلية والتي بدأت ثمارها تظهر بعد تعاونها أيضا مع هذه الجماهير العاشقة وفتح المدرجات بالمجان والتي كان لها التأثير الأكبر في الملعب على أداء اللاعبين وتقدَّم الفريق من المراكز الخلفية إلى صدارة دوري يلو برصيد 34 نقطة خاصة في آخر مباراتين في جدة مع الحزم والتي كان الحضور فيها قد فاق 21 ألف مشجع ومباراة الجبلين التي كان العدد فيها أكثر من 20 ألف مشجع، وبداية طريق العودة إلى دوري روشن المكان الطبيعي لهذا النادي العريق.

وأختم برسالة إلى رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ومعالي وزير الرياضة والتي أطلب فيها نقل جميع مباريات النادي الأهلي السعودي التي على أرضه إلى ملعب ” الجوهرة المشعة ” حتى يتمكن عشاق هذا النادي العريق من الحضور والدعم وإعطاء فكرة ممتازة عن الرياضة في بلدنا الغالية وتحقيق جزء من أهداف الرؤية السعودية 2030 لدعم الشباب السعودي والارتقاء بالرياضة السعودية وترفيه الشباب، وبحول الله سترون الأرقام التي تتجاوز الـ 50 ألف و 60 ألف مشجع في جوهرة الرياضة السعودية.