خالد مسعد ذلك الموهوب الذي أسعد الملايين من الجماهير السعودية بإبداعه في المستطيل الأخضر وتمريراته الساحرة وأهدافه المميزة ولَمَسَاته العبقرية ومُداعبته للكرة وكأنها تُحِبُّهُ وتعشقه وتطيعه، فهو من مواليد 23 نوفمبر لعام 1971م بمدينة جدة، بدأ حياته الكروية في حواري جدة حتى ذاع صيته خاصة في الدورات الرمضانية التي تتميز بها ليالي جدة الجميلة، ثم التحق بأكاديمية النادي الأهلي للناشئين حتى أصبح لاعب كرة قدم محترف يلعب في مركز الوسط الأيسر، نشأ الكابتن خالد وترعرع في النادي الأهلي السعودي حيث بدأ مسيرته الكروية في عام 1402هـ ضمن فريق الناشئين وعندما شاهده المدرب البرازيلي الشهير تيلي سانتانا في عام 1406هـ أُعْجِبَ به جداً واختاره فوراً وطلب تصعيده للفريق الأول وهو لم يُكْمِلْ بعد عامه السابع عشر، وبرز نجم هذا اللاعب كثيرا مما لفت إليه أنظار مدربي المنتخبات ليتم اختياره لمنتخب الناشئين لمرتين متتاليتين لكأس العالم في الصين عام 1985م ثم كأس العالم في كندا عام 1986م والتحق بعدها بمنتخب الشباب لكأس العالم في تشيلي عام 1987م، ثم اختير بعدها للمنتخب الأولمبي في عام 1988م وهو ما أهَّلَهُ لتمثيل المنتخب الأول في نفس العام لكأس آسيا 1988م والحصول مع زملائه على كأس آسيا للمرة الثانية للمنتخب السعودي، وكان له الشرف أيضا في تمثيل المنتخب في كأس آسيا عام 1996م والحصول على البطولة الآسيوية للمرة الثالثة مع بقية اللاعبين والثانية له شخصيا بعد أن كان خالد مسعد صاحب ركلة الترجيح الأخيرة أمام الإمارات في نهائي الكأس والذي سجل منها هدف التتويج معلناً بذلك أن البطولة سعودية خضراء.

خالد مسعد أيقونة الكرة السعودية سُمُّي بـ “الأنيق” أو أنيق الكرة السعودية حيث كان أصغر لاعب في تاريخ الكرة السعودية والآسيوية ينضم لنادي المئوية للفيفا عن عمر 25 عاماً صانعاً لنفسه مسيرة كروية مميزة مع منتخب بلاده والأندية التي لعب لها ورَسَّخَ ذاكرة لا تُنْسَى في لعبة كرة القدم في المنطقة الخليجية والعربية والآسيوية.

مَثَّلَ الكابتن خالد مسعد النادي الأهلي في الفترة من عام 1986م إلى عام 2000م وأنتقل إلى نادي الاتحاد في الثالثة والثلاثين من عمره وذلك من عام 2001م إلى عام 2003م وختم بها مسيرته الكروية بالاعتزال والتفرغ لحياته العائلية حيث أنه متزوج ولديه أبناء أكبرهم هو الابن فيصل.

مميزات اللاعب خالد مسعد:-

كان الكابتن خالد يمتلك فكر كُرَوي عالٍ بفضل عقليته المميزة التي جعلته يجيد التمرير بدقة عالية وفي المساحات الضيقة خاصة للمهاجمين والمراوغة الناجحة والتلاعب المرن بمعشوقته كرة القدم، هذا بالإضافة إلى قوة قدمه رغم تواضع بنيته الجسمية إلا أن تسديداته الخُرافية والمُتْقَنَة كانت من مسافات بعيدة، كل ذلك كان بسبب التزامه وانتظامه في التمارين واحترامه للمواعيد وخلقه الرفيع وهدوءه المميز وتعامله الراقي مع الجميع.

مشاركات اللاعب خالد مسعد الدولية:-

شارك الكابتن خالد في كأس أستراليا الذهبية 88م وكأس آسيا 88م ودورة الألعاب الآسيوية ببكين 90م وكأس القارات بالرياض 92م وكأس آسيا باليابان 92م وكأس الخليج بقطر 92م وكأس العرب بسوريا 92م وكأس العالم بأمريكا 94م وكأس الخليج بالإمارات 94م وكأس القارات بالرياض 95م وكأس آسيا بالإمارات 96م وكأس الخليج بمسقط 96م وكأس القارات بالرياض 97م وكأس العالم بفرنسا 98م وهو ما يثبت أن هذا اللاعب كان ركيزة أساسية من ركائز المنتخب السعودي في عصره الذهبي.

إنجازات اللاعب خالد مع المنتخب والأندية التي لعب لها:-

حقق الكابتن خالد مع المنتخب كأس آسيا في قطر عام 1988م وكأس آسيا في الإمارات عام 1996م وكأس الخليج 12 في البحرين عام 1994م والتأهل لدور الستة عشر بالمنتخب السعودي في كأس العالم 1994م بأمريكا وهو أفضل إنجاز للأخضر في كأس العالم، والتأهل لنهائيات كأس العالم 1998م في فرنسا.

أما على مستوى الأندية فقد حقق مع النادي الأهلي بطولة كأس ولي العهد لعام 1418هـ وكأس الأمير فيصل بن فهد لعام 1421هـ، ومع نادي الاتحاد حقق بطولة الدوري عام 1421هـ وكأس السوبر السعودي المصري.

حصل الكابتن خالد على أفضل لاعب عربي لعام 1992م، وأفضل لاعب بكأس العرب للمنتخبات عام 1992م وهداف المنتخب في تصفيات كأس العالم 1998م، واُخْتِير من الاتحاد الدولي لكرة القدم ضمن أفضل 10 لاعبين بالعقد في قارة آسيا (1990-2000م) وشارك مع منتخب نجوم العالم ضد منتخب فرنسا في مباراة خيرية لصالح أطفال العالم عام 2000م في مرسيليا وهو أكثر لاعب خط وسط بالمنتخب السعودي تسجيلا للأهداف بواقع 27 هدفاً.

ورسالتي الخاصة التي أختم بها إلى وزارة الرياضة واتحاد كرة القدم السعودي هي النظر في موضوع تكريم هذا اللاعب الأسطورة والمهضوم إعلامياً وعمل حفل اعتزال وتكريم مميز يليق بإنجازات هذا اللاعب ومسيرته الكروية التي خدمت منتخب بلاده أكثر من الأندية التي لعب لها وحقق مع المنتخب بطولات قارية وعربية وخليجية وقدم أداءً مشرفاً يليق باللاعب السعودي المتميز في المحافل الدولية والمشاركات العالمية وأثبت للعالم أجمع أن السعودية تمتلك مهارات كروية لا تقل عن المهارات العالمية بل وتضاهيها في المستوى والسمعة والرُقي، وأتمنى كاقتراح مني شخصيا أن تجمع مباراة اعتزاله بين قطبي جدة الأهلي والاتحاد مُدَعَّمَة بنجوم المنتخب السعودي وأصدقاء خالد مسعد من اللاعبين في العالم العربي والآسيوي وحتى الأفريقي.