لقد ذهب الكثير من المفسرين إلى تفسير قوله تعالى : ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ ، أي : دينهم الذي كانوا عليه .

وهذا خطأ كبير وقع فيه هولاء ومن غير قصد . الحقيقة أن التاريخ والواقع يؤكد ذلك . فعبر التاريخ لم يكن الدين له أي تأثير قي سلوكيات الغرب (أهل الكتاب) , بل تم استغلال الدين كقوة ناعمة من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية (الحروب الصليبية) . بل وجدناهم طوال تاريخهم وما زالوا همجا رعاعا . أبادوا شعوبا وقبائل احتلوا دولا ولم يكن للدين أي تأثير أو حتى دافع وراء ذلك . لو كان اتباع ملتهم يعني دينهم كما ذهب إلى ذلك جمهور المفسرين , لوجدنا (الرضا) قد حل في الأمم التي اعتنقت النصرانية بل وتخلت عن لغاتها القومية وتكلمت بلغة المحتل (الغرب) .

كما هو الحال في العديد من الدول الإفريقية واللاتينية والتي اعتنقت الديانة المسيحية وتكلمت بلغة المحتل (الفرنسية والاسبانية والبرتغالية والانجليزية..) واتخدتها كلغة رسمية . هل تحقق رضا الغرب عن هذه الدول ؟! . طبعا لم ولن يتحقق وما زالت حتى الآن ترزخ تحت الاستعمار والاستحمار(الوصاية) .

حيث ما زالت غارقة في الجهل والتخلف والحروب والديون والنهب الممنهج لثرواتها (التبعية) . والأدهى والأمر من ذلك النظرة الاستعلائية إلى كل شعوب الأرض وبدون استثناء (كأس العالم 2022) ، وأن الحضارة بدأت وانتهت عند العرق الأبيض . أنا أميل إلى الرأي الذي يقول أن ألملة هنا مقصود بها (الميل) إلى كل ما يميلون إليه . طبعا هذا الرضا سوف يكون مؤقتا لأنه يخضع للأهواء والشهوات , والتي بدورها يمكن أن تتغير بين عشية وضحاها . في الماضي كان المطلوب من دول العالم أن تصطف إلى جانب المعسكر الغربي ضد الشيوعية عدوة الأديان .

ولكن فوجئنا بعد أن سقط المعسكر الشيوعي أن الغرب بدأ يشجع ويمول الإلحاد (الكفر) . وبالتالي وحتى تنال رضا الغرب فلا بد من السماح بنشر الإلحاد في بلادك ؟! . بل وتغيرت الأحوال وأصبح من شروط الرضا عنك السماح بنشر اللواط والإجهاض والتحول الجنسي . بل والأهواء والميول تتغير باستمرار نحو الموافقة على بيع الخمور والمخدرات من أجل نيل (الرضا) ! . ولا نعرف ماذا تخبئه الأيام من إملاءات يحاول الغرب فرضها من خلال القوة العسكرية الغاشمة والمنظمات الدولية الفاشلة والعميلة مثل صندوق النقد الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والحيوان والمحاكم الدولية والأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية التي تدور في فلك الغرب . لم أتطرق إلى رضا اليهود لأنهم بدورهم هم الذين يديرون المشهد الدولي من وراء الستار , وأيضا اليهود لا يعملون على نشر ديانتهم لأنها حصرا عليهم أو على شعب الله المختار كما هم يزعمون , وبقية البشر مجرد خدم عندهم .