منذ أيام قرأت خبرا مؤلما حقا وكان بعنوان موحش هو( مقتل 5 مواطنين بسبب بعير سائب غرب الأفلاج) يوم الاربعاءال15ربيع الثاني1444هـ وذلك إثر ارتطام سيارتهم بالجمل السائب بطريق الأحمر 30كم غرب الأفلاج وانتشر الحزن والغضب على وسائل التواصل الاجتماعي بالمملكة خلال تلك الساعات الماضية بعد علمهم بتفاصيل الحادث الأليم.

والجدير بالذكر ان هذا الطريق يشكّل خطراً كبيراً مما كان سببا بكثرة الحوادث المميتة التي راح ضحيتها عشرات الأشخاص (يرتاد هذا الطريق مئات الأشخاص يوميا وفقا للخبر) — الخ الحقيقة ان هذ الحادث ذكرني أنه سبق وأن كتبت وكتب غيري بصحفنا كاشفين عن بعض الاقتراحات لمنع تسييب الإبل ومعاقبة أصحابها قبل وحينما تتسبب بإزهاق أرواح البشر عابري الطرق البرية ( كوضع الحزام العاكس) على الإبل وكذا وضع الوسم الخاص بعائلة أو قبيلة أصحابها ليتم محاسبة مالكيها حالما يحصل الحادث ومنها أن تنشئ مراكز على الطرق لحجز تلك الإبل المسيبة (يتولاها أمن الطرق) .

وعلى اثر ما كتب صدر أمر سمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف رحمه الله نشرته الصحف في 1/12 عام 1424هـ موجه إلى إمارات المناطق والمراكز لتتولى ضبط وحجز الإبل التي تشكل خطورة على مرتادي الطرق وأخذ تعهدات على أصحابها باستخدام الحزام العاكس على جميع الإبل وإشعار المالك بمسئوليته إذا ترتب علي إبله حادث ما .

ولكن الذي يبدو من هذا الحادث الأليم أن تلك التوجيهات لم تنفذ فاستمر الوضع وقد يكون بأسوأ مما سبق بدليل هذا الحادث المفجع وما تلاه يوم الثلاثاء21ربيع الثاني1444هـ حينما لقى مترك الدوسري مصرعه على طريق الأحمر – ليلى في الأفلاج، بسبب أحد الإبل السائبة على الطريق سالف الذكر ويذكر أن الضحية أب لأربعة أطفال .

وهنا أسال من سيتحمل عواقب قطف تلك الأرواح فهؤلاء في ريعان الشباب ثكلتهم أمهاتهم بلحظة واحدة وتجرعت آلام الحزن ومن يدري فقد يكون منهم الوحيد لأمه ؛ تصورا لو كانوا أرباب أسر ولديهم أطفال يا ترى كيف سيكون وضع اسرهم حينما فقدو العائل لهم ؛ أصبحوا في صف الأيتام واليتيم لا نجهل حالته سيفقد حنو الابوة وكرمه سيفقد تلك الابتسامات حينما ينكب بحضن والده اثناء عودته من عمله سيفقد وسيفقد .

حدث ولا حرج هذا اذا كان الأب ترك الدنيا ولكن كيف سيكون الوضع حينما ينكب على السرير الأبيض تقلبه الممرضات يمينا وشمالا وقد لا يحس بما يسدين إليه من خدمات ؛ وفي النهاية إن لم يلحق بالرفيق الأعلى فقد يكون طريح السرير 24 ساعة وإن كتب له البقاء فما الذي سيعانيه من عاهات الله اعلم وارحم .

بيت القصيد أتمنى من سمو وزر الداخلية حفيد ذلك الرجل العظيم أتمنى أن يحيي أو يعقب ويؤكد على الإلزام بتنفيذ تلك التوجيهات التي أصدرها صاحب السمو الملكي الأمير نايف رحمه الله من أجل الحفاظ على حياة العابرين لتلك الطرق والتأكيد على وزارة الطرق بحماية الطرق المفتوحة بتلك الاسلاك المعروفة أو السياج الحديدي لتحد من دخول الإبل إلى الطرق والتعرض للمارة والتسبب في اهلاكهم .

ولعلنا نرى ونسمع أول متابعة لهذا الحادث الأليم من قبل سموه ومحاسبة صاحبي الجملين فلا حول ولا قوة الا بالله خمسة شباب وأب اسرة تعدمهم بهيمة مهملة خلال أسبوع ولا رقيب ولا حسيب الله الطف بالعباد ، هكذا هي مآسي الابل المسيبة أو المهملة تقطف الانفاس البشرية واحدا تلو الآخر.