التفاهة تعني النقص في الأصالة والقيمة والأهمية وعندما تسود التفاهة والتافهين ويغيب العقل تتغير الحقائق فيصبح الحسن قبيحا والقبيح حسنا وتصاغ الأمور بما يوافق الأهواء والمصالح الشخصية .

اليوم نعاني من مشاهير حمقى انتشروا أنتشار النار في هشيم الحطب ، فتسيدوا في الساحة ، عانى منهم الغرب قبلنا وعندما أدركوا خطرهم نادوا عبر حملات إعلامية” لا تجعلوا من الحمقى مشاهير”.

(فليتنا نعيد النظر وندرك تجارب الآخرين فنتعظ من تجاربهم ولا نعيد السيناريو)

فما هي حقيقتهم ؟

يذكر أن أبن الأثير حين كتب كتابه الموسوعي: (الكامل في التاريخ) سمع به أحد مولعي الشهرة في زمانه فقلب الكتاب يبحث عن اسمه فلم يجده فقال: (ليت ابن الأثير كتبنا ولو في أسماء اللصوص)

ترى كيف سمحنا لمثل هؤلاء أن يتقمَّصوا أدوار المؤثرين في المجتمع ومحتواهم خاوي وهم للتفاهة مروجين؟

للأسف الشديد بأن المجتمع هو من صنع هؤلاء الحمقى الذين خربوا البيوت ناهيك عن الإعلام الغير منضبط عبر وسائله المختلفة
، تويتر أوالانستقرام والسناب شات والكيك وربما غيرها مما أجهلها، في ظهور مايسمى الفاشينستات أو المشاهير والذين كونوا قاعدة جماهيرية من الأطفال والمراهقين من الجنسين ، وبعضا من أصحاب العقول الضعيفة من الكبار الذين أنساقوا خلف ترهاتهم وتفاهاتهم وأستعراضاتهم الزائفة والتي هي عبارة عن دعايات تسويقية أغلبها غير واقعية تستنزف عقول البسطاء وجيوبهم فأصبحوا معول هدم للأسر بسبب المقارنات والتي يستعرض بها مشاهير الغفلة في المطاعم والكافيهات والسفريات والأسواق .

لقد أستفحل أمر أولئك الشرذمة وأصبح لزاما إعادة ضبط محتوى النشر في هذه الوسائل بما يخدم الناس فهؤلاء يبثون رسائل هدم مبطنة ظاهرها الفكاهة وباطنها تدمير للتربية والمبادئ والقيم وتفكيك للنسيج الإجتماعي هؤلاء المشاهير ساهموا بخداع الناس من خلال الدعايات غير الواقعية التي تسببت في الثقافة الإستهلاكية وكانت سبب رئيسي في التفكك الأسري والطلاق بسبب المقارنات .

ناهيك عن محاولات التقليد والمحاكاة لمثل هذه العينات بالملبس والمأكل والمشرب، والتي هي في الأساس دعايات زائفة مدفوعة الثمن.

ترى هل قدموا لنا مفيد؟

الحقيقة التي يصعب تجاهلها أنهم لم يقدموا لنا سوى التفاهة وقلة العقل والمروءة هذه حقيقة والحقائق يصعب تجاهلها هؤلاء هم المشاهير أيها السادة أنهم كذبة كبرى.

الخاتمة

” لن تستطيع أن تمنع طيور الأوهام من أن تطير حول رأسك ، ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تُعشّش في رأسك”