نشر الغسيل هو مصطلح قديم يستخدمه بعض الناس لوصف حالة معينة مثل إفشاء معلومات كان من المفترض حفظها وعدم نشرها.

والتشبيه هنا ارتبط بغسيل الملابس والذي يقود تلقائيا لخطوة التجفيف التي تلي خطوة الغسيل والتي تتم عن طريق نشره على الحبل أو غيره بحيث يتسنى لكل من يعبر، رؤية هذا المنشور.

أما اليوم فيستخدم الكثير من الناس جهاز الحاسب لزيارة المواقع الإلكترونية والكثير منهم يملكون حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وهو مصطلح عصري وحديث يطلق عليه “السحابة الإلكترونية” والغرض من هذه التقنية الحديثة حفظ الملفات وسهولة تداولها بين المستخدمين. كما يتم تداول الأخبار والمقاطع والرسائل اليومية العابرة والمفصلة بالصوت والصورة لتوثيق كل اللحظات.

وأما سبب الربط بين نشر الغسيل ونشر الخصوصيات فكلاهما مكشوف للعابر والمتصفح على التوالي وبالعودة الى نشر الغسيل والذي يعتبر طريقة بدائية إلا أنها صحية ولا يزال هناك من يستخدمها على الرغم من وجود اختراعات إلكترونية وسريعة للتجفيف.

وإذا ما أردنا الحديث عن هواية نشر الخصوصيات وأسرار البيوت وتفاصيل حياة البعض فإننا نحتاج لمساحة أكبر لإثراء الموضوع فهي ظاهرة خطيرة وسلبياتها قد تقود أصحابها الى خسائر كبيرة في دينهم ودنياهم لأن كل من ينشر تفاصيل بيته وحياته الخاصة لا يدرك خطورة فعله وما قد يسببه من هدم لأهم ركائز الأسرة وهي الخصوصية هذا بالإضافة الى استهانة البعض بتصوير أطباق المأكولات والحفلات الخاصة في منازلهم ومقتنياتهم من الماركات والهدايا التي يحصلون عليها بهدف نشر ما يقومون به لحظة بلحظة والتباهي أمام الآخرين ممن لا يستطيعون أن يفعلوا صنيعهم أو يمتلكونه.

كم هو مؤثر أن تقوم سيدة بنشر أو إرسال صورة إلى مجموعات ترتبط بها في التواصل الاجتماعي أو مقطع لاحتفالها بذكرى زواج وتكون إحداهن في المجموعة أرملة أو مطلقة.

ناهيك عمن ينشر ويتتبع حياة وتصرفات الأخرين والتي نهى عنها ديننا الحنيف لإشاعة الفاحشة وتتبع عورات الأخرين كما قال الله تعالى في كتابه: ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والأخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) (النور-الآية ١٩)، كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن نشر وإشاعة ما يعيب به المرء لأن فيه تتبع لعورات الناس في قوله: ” من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله”.

وقد يتسبب ذلك في حدوث خلافات بين الزوجين وقد تصل إلى الانفصال والعياذ بالله فيهرع أحدهما لنشر ما ينقص من الطرف الآخر ويتهمه بأنه السبب الرئيسي في الانفصال، بل وقد يستمر نشر الغسيل بين الطرفين إلى أن يصل إلى المحاكم وربما أبعد من ذلك، كما حدث مؤخراً بين نجم السينما العالمي جوني ديب وزوجته السابقة عارضة الأزياء أمبر هيرد حيث شاهد الملايين بث مباشر للمحاكمة وتفاصيل دقيقة عن حياة الزوجين قبل الطلاق.

وأخيرا وليس آخرا، يتضح لنا الحاجة الماسة الى تذكير كل من يقوم بتصوير أو صناعة محتوى أو إفشاء خصوصيات أسرته، بمراجعة كافة الحقوق والخصوصيات والتفكير في عواقب النشر قبل نشره خاصة أن شركة تويتر اضافت مؤخرا خدمة جديدة وهي امكانية مراجعة التغريدة أو حذفها قبل نشرها بنصف دقيقة وهذه فرصة جيدة للمراجعة والتحقق منها قبل النشر.