أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن انزعاجها البالغ بسبب الأوضاع التي يعيشها عشرات الآلاف من المدنيين العالقين في الموصل، في الوقت الذي تزداد فيه حدة العمليات العسكرية في المدينة القديمة المكتظة بالسكان.

وشددت اللجنة الدولية – في بيان صدر في جنيف اليوم الاثنين – على ضرورة السماح للمدنيين على وجه الخصوص بمغادرة المنطقة حتى يتمكنوا من الحصول على الرعاية الطبية.

وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في العراق كاثرينا ريتز إنه من المهم للغاية إجلاء المدنيين الجرحى العالقين في مناطق النزاع إلى أقرب مرفق طبي دون إبطاء.
وفي الوقت الذى أشارت إلى أن تدفق المدنيين الجرحى الفارين من غرب الموصل قد زاد في الأيام الأخيرة فقد أكدت أن نحو 90% من الضحايا الذين يفحصهم الفريق الجراحي التابع للجنة الدولية يعانون من جروح سببها طلقات رصاص وقذائف وقنابل.

وقالت جوليا شورش اختصاصية غرفة الطوارئ التابعة للجنة الدولية الموفدة إلى غرب الموصل إن فرق اللجنة تستقبل عشرات الجرحى الجدد في اليوم الواحد بمن فيهم أطفال ومسنون.

وأضافت أنه مما يبعث على الأسى أن عددا كبيرا منهم قضوا عقب وصولهم للعلاج بوقت قليل إذ كان أوان إنقاذهم قد فات.

ونوهت إلى أن السبب الذي يمنع هؤلاء المصابين من الوصول إلى فرق العلاج قبل فوات الأوان هو أن سكان الموصل في أثناء فرارهم من العنف يضطرون إلى الاختيار بين خيارات صعبة يترتب عليها حياة أو موت.

وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه وبحسب ما ينص القانون الدولي الإنساني فإنه يجب أن يتلقى الجرحى والمرضى العناية الطبية التي تقتضيها حالتهم بأفضل سبيل ممكن ودون إبطاء.

كما ذكرت اللجنة الدولية جميع أطراف النزاع بوجوب اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب الخسائر الجانبية في أرواح المدنيين والإضرار بالأعيان المدنية وتقليلها إلى الحد الأدنى.

وقالت كاثرينا ريتز إن القُرب الشديد بين أماكن وجود المقاتلين وغير المقاتلين في الموصل يفرض ضرورة بذل جميع الأطراف مزيدا من الجهود لكفالة الحماية للمدنيين .
وذكرت اللجنة الدولية أنها تواصل تقديم المساعدات إلى السكان المتضررين من النزاع الدائر منذ بدء عملية الموصل.

وقالت إن أكثر من مليون شخص تمكنوا وبمن فيهم نازحون داخليا والمجتمعات المضيفة لهم من الحصول على مساعدات غذائية ومواد إغاثة ومياه نظيفة وأدوية وعلاج طبي للحالات الطارئة.

جدير بالذكر أن تقرير خاص للّجنة الدولية عن حروب المدن صدر الأسبوع الماضي كان أشار إلى أن وفيات المدنيين بسبب النزاع المسلح الدائر في مدن في سورية واليمن والعراق مثّلت 47% من إجمالي عدد القتلى المدنيين في نزاعات مسلحة في أرجاء العالم.