‏قيل قديماً: غضب الحليم لا يطاق، فإن الحليم لا يزال يبسط جناح اللين والرفق في التعامل مع المشكلات والمعضلات، ويحاول الاحتواء ، ويمهل للمسيء لإعطاء الفرصة بعد الفرصة، وقد يتهمه ضعاف النظر والمتعجلون بسبب ذلك بالضعف والتخاذل، وليس ذلك ضعفاً ولا تخاذلاً وإنما حكمة وصبر وتعقُّل الحكماء.
‏وهذا ما يفسر اتخاذ المملكة وعدد من الدول العربية والصديقة قرارها الحازم الذي يقضي بقطع كل العلاقات الدبلوماسية والتجارية وخطوط الطيران وإغلاق الحدود في هذا الوقت بالذات , بعدما شعرت وعانت تلك الدول كثيرا من حكام الدوحة ومؤامراتهم المتعددة وعملائهم ,عبر الدعم الخفي لتنظيمات متطرفة ،يصنفها المجتمع الدولي بالإرهابية . فقد كانت ولازالت قطر تمول وتدعم كثيرا من الحركات المعارضة المشبوهة وكانت توفر لهم غطاء ومواء و منصة إعلامية ضخمة بل إن قناة الجزيرة كانت شبه الناطق الرسمي لتلك التنظيمات الإرهابية, ولم يقتصر دور قطر المشبوه في إيواء زعماء تلك التنظيمات الإرهابية بل تعدى ضررها بالأشقاء وذلك من خلال تقوض أمن واستقرار دول الخليج ، وعدم التزام قطر بالتعهدات والمواثيق التي قطعتها والتي تراعي مصلحة الدول الأعضاء في الحفاظ على الأمن والاستقرار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

‏وربما أن اكثر دولة صبرت وغضت الطرف عن قطر هي المملكة فقد حاولت الشقيقة الصغرى شق الصف الداخلي السعودي ، والتحريض للخروج على الدولة ، والمساس بسيادتها ، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة معادية للمملكة والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، ودعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف وغيرها, ‏لكن …وبعد هذا القرار الحازم من الدول الخليجية والعربية وسقوط الأقنعة عن تلك القوائم الإرهابية ونفاذ الصبر حان الوقت لوقف هذا العبث التي تقوم به الدوحة. وليس أمام حاكم الدوحة ووالده .الا الانسحاب من ساحات الصراعات الدموية التي تؤججها قطر، وإسكات إعلام الفتنة، ونبذ الإرهاب ووقف تمويله ورفع الحماية السياسية التي توفرها لأسماء وتنظيمات إرهابية، إضافة إلى التوقف عن التدخل في شؤون دول الخليج العربي. فليس من المعقول بلد يوظف كل إمكانياته وأمواله للمؤامرات على أشقائه، وأمامه حدث عالمي ينتظره الجميع بعد أكثر من أربع سنوات وهو كأس العالم , والذي تخوض قطر في استعداداته ورش عمل ضخمة تنفق عليها أسبوعيا 500 مليون دولار، بحسب تصريحات سابقة لمسؤولين قطريين.

‏ختامًا : لا الإخوان ولا إيران ولا تركيا سيخدمون قطر، وعليها أن تراجع حساباتها وتنفذ مطالب دول الخليج التي هي أحرص من أي جهة أخرى على قطر وشعب قطر.