أظهرت المعارك المندلعة في سوريا منذ سنوات، أظهر عدم قدرة نظام بشار الأسد في هزيمة معارضية، خاصة وأن الهجوم المفاجىء الذي شنته فصائل المعارضة على دمشق، أثار الرعب بين سكان العاصمة، التي لم تألف مثل هذه الهجمات؛ على الرغم من أن تلك الهجمات فشلت حتى الآن في إحراز أي تقدم بالعاصمة بسبب كثافة دفاعات النظام
وأدت الهجمات إلى إغلاق العديد من الشوارع الرئيسية والعديد من المحلات التجارية وتعطيل المدارس؛ حيث تَجَدّدت تلك الهجمات الثلاثاء، واندلعت مواجهات عند المدخل الشرقي لدمشق، بعد أن استهدفت فصائل المعارضة عدداً من أحياء العاصمة بقذائف الهاون؛ مما أدى إلى اندلاع حرائق، وهي المرة الأولى التي يقترب فيها القتال من وسط البلدة القديمة في دمشق، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وقال آندرو تايلر، الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إنه على الرغم من افتقار المعارضة المسلحة إلى القدرة على إسقاط الأسد؛ فإن قواته أيضاً، تفتقر إلى القدرة على هزيمة المسلحين، مضيفا أن المعارك قُرب دمشق لا تعني أن النظام سيُهزم؛ لكن النظام والمعارضة كل منهما يقف في مكان واحد كما هو الحال منذ سنوات.
وبحسب الصحيفة، فإن الهجوم على مشارف دمشق أعاد الجدل من جديد حول دور روسيا وجهودها لتحقيق الاستقرار في البلاد عن طريق تسوية تفاوضية؛ وهو الهدف الذي ما زال -على ما يبدو- بعيد المنال برغم كل محاولات نظام الأسد المتكررة لاستعادة السيطرة على البلد بأسره، مؤكدة أن العديد من مساعي وقف إطلاق النار التي قادتها روسيا باءت بالفشل؛ حيث سَبَق الهجومَ الذي قامت به المعارضة على دمشق، عدةُ هجمات حكومية على معاقل المعارضة بمساندة جوية روسية؛ وخاصة في محافظة إدلب الشمالية؛ حيث قُتل العشرات هناك.