رفع الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بمناسبة مشاركة الرئاسة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية لهذا العام 1438هـ الشكر والعرفان والتقدير و الامتنان – بعد شكر الله عزّ وجلّ – لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود ولسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولسمو مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود ولسمو وزير الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على ما يقومون به من جهود مباركة في خدمة هذا الوطن الغالي ورعاية هذه المناسبات المباركة.
وأكد معاليه أن مشاركة الرئاسة في مهرجان الجنادرية تبرز جهود وإنجازات القيادة الرشيدة في الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما ، ولا شك أن المتأمل في الأمجاد والحضارات والمستقرىء لأحوال الأفراد والمجتمعات يُدرك يقيناً أنها تبنى على الأصالة والثوابت والأسس والمبادئ، والموروث الحضاري والمخزون الفكري والثقافي الذي تنطلق منه في أهدافها وأعمالها.
وأضاف معاليه أنه من فضل الله علينا في المملكة العربية السعودية أننا نمتلك من هذا الإرث الحضاري أفضله وأكمله وأشمله ؛ لأن الله مَنّ علينا بدين الإسلام وجعل بلادنا مهد الحضارة الإسلامية والعربية الأصيلة.
بيت الحضارة والكرامة والندى * من غابر التاريخ و الأزمان
الأمن والإيمان صوت ضميرها * والعدل نبض الحق في الميزان .
أشار معاليه بالرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لإقامة المملكة العربية السعودية للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي يربط الماضي بالحاضر ويتوج المعاصرة بالأصالة وليرى الجيل الحالي ويتنسم معه أريج التاريخ ويقيس مدى التطور والتنمية التي تعيشها المملكة وما كان عليه الآباء والأجداد رحمهم الله.
واستطرد معاليه بأن المهرجان يعتبر مناسبة تاريخية في مجال الثقافة ومؤشراً عميقاً للدلالة على اهتمام قيادتنا الحكيمة بالتراث والثقافة والقيم العربية الأصيلة.
كما يُعد مناسبةً وطنية تمزج في نشاطاتها عبق تاريخنا المجيد بنتاج حاضرنا الزاهر حيث يضم المهرجان المقتنيات الأثرية والحرف اليدوية والمعالم التراثية والعمران القديم و نشاهد كذلك التقنية الحديثة والهندسة العمرانية المتطورة والمصانع والمنجزات الحضارية المختلفة التي لا تغيب عن عين من يزور هذا المهرجان الكبير مؤكداً معاليه على الرؤية المباركة التي أعلنتها المملكة و قيامها على مرتكزات عظيمة أهمها العمق العربي و الإسلامي والمكانة التاريخية والإسـتراتيـجـية لــهذه البــلاد المبــاركة فـهي مهبط الوحي ومنبع الرسالة و موئل الحرمين الشريفين وقاصديهما ومهوى أفئدة المسلمين من الحجاج والمعتمرين والزائرين وهذا هو الأستثمار الحقيقي وما يصاحب ذلك من برامج في خدمة المعتمرين والزائرين لقيام المتحف الإسلامي الذي يرسم صورة الإسلام الحق ويترجم عن النموذج المشرق لهذه البلاد المباركة وكذا التوسع في أعداد المعتمرين والزائرين بعد إنتهاء المشروعات والتوسعات في الحرمين الشريفين لتقدم لهم الخدمة على خير وجه و أحسن مستوى في منظومة الخدمات كافة بما يتواكب ورؤية المملكة وبرنامج التحول الوطني ( 2030 ).
وأشار معاليه إلى النجاح الذي حققه المهرجان بقوله: ” هذا وقد نجح المهرجان بفضل الله في تحقيق التمازج بين العناصر الثقافية القديمة وبين المعطيات الحديثة، وهو تمازج واعٍ ومتقن؛ وبقدر ما يبعث على البهجة فإنه يكشف عن الأسلوب الناجح في بناء شخصية أمة تسير نحو المستقبل بخطى واثقة دون أن يحدّ الماضي من تقدمها، ولا شك أن هذه الاستراتيجية التي عُني بها مهرجان الجنادرية تعدّ خير محفز لأبناء هذا البلد المبارك للإنجاز المتميز في مختلف حقول المعرفة والحضارة ودرساً للناشئة ورسالة للأجيال في التمسك بالثوابت و والاعتزاز بالقيم والأصالة مع استثمار المعاصرة في نشر عقيدتنا السمحة وقيمنا النبيلة.
ومضيفاً بأن: المهرجان يؤكد على القيم الاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ لتعيد تصوير مظاهر الحياة بهذه البلاد المباركة عبر استرجاع العادات الكريمة والأساليب الحميدة التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف إضافة إلى إيجاد صيغة متقنة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها المملكة العربية السعودية.