سادت حالة من الغضب بين بائعى “شاي الجمر” فى الرياض بعدما هاجمهم مفتي فى خطبة الجمعة ودعا لمراقبتهم محذراً من تحول بسطات الشاي لبؤر لتجارة المخدرات مؤكدين أن مهنتهم ليست مشبوهة وأن من يوجه الإتهامات لهم سيحاسبه الله عز وجل لافتين إلى أن عملهم هو مصدر رزقهم الوحيد .

قال محمد الرشيدي بائع شاي «أعمل 10 ساعات في اليوم لتوفير لقمة عيش لي ولأطفالي، كونه لا يوجد لدي مصدر دخل سوى بيع شاي الجمر على الطريق»، مشيراً إلى أن الإقبال متفاوت على بسطته، «مرةً يكون عالياً جداً، وأخرى ضعيفا»وتابع قائلا ” نحن لانعرف المحظورات، ونحن مجبرون على العمل في بيع الشاي لأن حالتنا صعبة جداً، ولم نجد عملاً سواه» وأردف «من يوجه الاتهامات لنشاطنا سيحاسبه الله على كلامه»وفقا لـ«عكاظ».

وأشار البائع علي أحمد أنه يقف ساعات طويلة في البرد للحصول على مبلغ مالي بسيط يعيش منه وأسرته، ولا تعنيه الاتهامات التي تطالهم جراء عملهم في بيع الشاي، مشيراً إلى أن مهنتهم شريفة وليست مخالفة ولا مشبوهة.

وأضاف البائع عبدالله مسعود : «ردنا على الذين ينتقدون عملنا ويوجهون الاتهام لنا بأن الله العالم بكل شيء، ولا نلتفت لاتهاماتهم، بل نركز على عملنا ومصدر رزقنا الوحيد الذي نصرف منه على أُسرنا».

وفى ذات السياق قال، عبدالإله الشريف الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية ورئيس مجلس إدارة مشروع «نبراس» ، أن الدين الإسلامي يأمر بحسن الظن، ومن يبيعون الشاي في الطرقات يبحثون عن رزقهم، وتابع : «لا نلقي التهم جزافاً على الناس فلا بد من التيقن والتأكد، والذين يبيعون الشاي إن شاء الله أنهم بعيدون عن الشبهات، ومواضيع المخدرات أكبر منهم بكثير، ونحن نطمئن الناس. ومثل هذه المعلومات وردت قبل أعوام، وما ذكر عنهم غير دقيق».

وأضاق أن الدولة جرّمت المخدرات، وكذلك الأحكام الشرعية توصي بتطبيق أقصى العقوبات لمن يروجها، وعيون رجال الأمن متنبهة لكل من يهرب المخدرات إلى المملكة أو يروجها فيها.

وكان دعا الشيخ الدكتور إبراهيم بن محمد الزبيدي عضو الدعوة والإرشاد بمنطقة الرياض، الأمانات والبلديات بمراقبة أكشاك وبسطات بيع “شاي الجمر” التي انتشرت مؤخراً بالمتنزهات والطرقات والشوارع، محذراً من تحولها لبؤر لبيع المخدرات.

وقال الزبيدي خلال خطبة الجمعة، إن الانتشار السريع لهذه الأكشاك شيء مستغرب ويدل على أنها أمر غير محمود، مطالباً بمراقبة هذه الأماكن وعدم تركها هكذا بدون تنظيم.

وطالب الزبيدي أن تضع الجهات المعنية آلية تمكنها من معرفة مَن يقوم بالبيع في هذه البسطة وماذا يبيع وماذا يضع بالشاي، أو وضع لوحات على هذه البسطات وتعيين سجل تجاري باسم صاحبها، مؤكداً أن ذلك سيفيد من خلال إمكانية الوصول إلى البائع في حال تسممت أسرة أو أحد أفرادها إثر تناولها هذا الشاي.

ولفت الشيخ أنه لا يتهم أحداً ولا يدعو لقطع أرزاق العمالة التي تتكسب من هذه البسطات، ولكنه يدعو لتشديد الرقابة عليها، أو أن يكونوا في محال مرخصة ويتم بيع الشاي فيها.