احتشد عشرات الآلاف من محافظات الجنوب اليمنى فى عدن اليوم الأربعاء، لإحياء الذكرى التاسعة والأربعين للاستقلال عن بريطانيا فى عام 1967.

وتوافدت مواكب السيارات تحمل الآلاف من المناطق الحضرية والريفية على عدن منذ أمس الثلاثاء تلبية لدعوة من الحراك الجنوبى وقيادات جنوبية بارزة للمشاركة فى هذه التظاهرة التي أطلق عليها “مليونية الاستقلال الثانى”.

كان جنوب اليمن قد دخل عام 1990 في وحدة سلمية لم تدم طويلا مع الشمال إذ اندلعت الحرب بين الطرفين في صيف 1994.

ورفع المحتشدون الذين تجمعوا فى ساحة العروض في قلب مدينة عدن كبرى مدن الجنوب اليمنى أعلام دولة الجنوب السابقة بكثافة وعلى أسطح المنازل والسيارات وفى مختلف أنحاء المدينة.

وردد المحتشدون هتافات تعبر عن رغبة الجنوبيين فى حق تقرير المصير وتدعو إلى سرعة إعلان الانفصال أو ما يسمى “فك الارتباط عن الشمال” وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية دولة منفصلة عن الجمهورية العربية اليمنية.

وكان الحوثيون وحلفاؤهم السياسيون قد أعلنوا يوم الاثنين تشكيل حكومة جديدة في صنعاء في ضربة لجهود تدعمها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 20 شهرا في البلاد.

وفي عدن ساد الهدوء ساحة العروض اليوم ولم تحدث أي مواجهات أو اشتباكات مع قوات الأمن التي اتخذت إجراءات أمن مشددة ودفعت بقوة كبيرة لتأمين المتظاهرين.

وهذه أول مرة تقام فيها تظاهرة ضخمة للحراك الجنوبي بحضور الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس حكومته والوزراء في عدن بعد تسع سنوات من الاحتجاجات السلمية فى الجنوب.

وكان هادى قد وصل يوم السبت إلى عدن فى زيارة هي الأولى له منذ عام والثانية بعد خروج المقاتلين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من هذه المدينة الساحلية فى يوليو 2015.

ويشكو العديد من الجنوبيين من التمييز من جانب الشماليين في العاصمة صنعاء ويقولون إنهم يغتصبون مواردهم منذ عقود، وتنفى الحكومة المركزية فى صنعاء ممارسة أى تمييز ضدهم، وتوجد أغلب احتياطيات النفط اليمنية فى الجنوب.

وتأسس الحراك الجنوبي مطلع عام 2007 ويضم قوى وحركات وشخصيات بارزة فى الجنوب.