«أغلب النار من مستصغر الشرر»، حكمة قديمة أورثها لنا الأجداد، إلا أننا نسيناها أو تناسيناها تحت وطأة مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تكف يوميًا عن سكب النار على الزيت لإضرام الحرائق، وإشعال النفوس وملئها بالضغائن والأحقاد لأهداف ربما تكون معلومة للبعض وخفية عن الآخرين، ومليئة بالمغالطات التي لا نعلم مصدرها ولكنها تشتعل كالنار في الهشيم وتغزو مواقع التواصل الاجتماعي وينساق خلفها الكثيرون.

إن التركيبة السكانية للمناطق الحدودية القبيلة فيها تمثل ٩٠٪‏ من سكانها، فيكون أمرًا طبييعًا أن يكون أغلب الموظفين من نفس القبيلة في المؤسسات والمصالح الحكومية بهذه المناطق دون تعمد فعل ذلك، ولكن فرضها تعداد هذه القبيلة وزيادة عدد أفرادها.

إن إشغال الناس بمعلومات زائفة لم يعد أمرا صعبا فإمكانية فبركة البيانات والأسماء باتت ببرامج الفوتوشوب أسهل مما يكون.

وما حدث بشائعة مستشفى حفر الباطن هو دليل على ذلك وقدرة موقع تويتر على دس السم في العسل وتأليب الغالبية على الثورة على الأنظمة بحجة غياب العدالة، فهل نحذر قبل أن نندم حين لا ينفع ندم.

إن إعمال العقل والتدبر في طبيعة المناطق الحدودية وتركيبتها السكانية والبشرية سيجعلنا ننفي على الفور تعمد توظيف الأقارب وقسوة هذا الاتهام.