أكد نيكولاس دانفورث الباحث بشؤون تركيا لدي مركز سياسة الحزبين في واشنطن أن الصراع بين انقرة وبغداد حول دور تركيا في تحرير الموصل كشف عن حقيقة الاطماع التركية في المنطقة. وفي مناسبتين منفصلتين، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معاهدة لوزان، التي انشأت الحدود الحديثة لتركيا، تاركة البلاد بقعة جغرافية صغيرة جدا.

وتحدث عن اهتمام البلاد بمصير الاقليات التركية التي تعيش خارج هذه الحدود، وكذلك عن الادعاءات التاريخية في مدينة الموصل العراقية، والتي لدى تركيا قاعدة عسكرية صغيرة بالقرب منها. والى جانب الانباء الخاصة بقصف الطائرات التركية للميليشيات الكردية في سورية والانخراط في معارك وهمية مع الطائرات اليونانية فوق بحر ايجه، ابدت وسائل الاعلام الحكومية التركية اهتماما في سلسلة من الخرائط غير الدقيقة، بل والمرسومة بطريقة فجة لتركيا بحدود استعمارية جديدة.

الواقع ان تركيا لن تتمكن من ضم اي جزء من العراق في اي وقت قريب، الا ان هذا المزيج من الرسم للخرائط والخطابات يوفر، بعض التبصر في السياسات الداخلية والخارجية الحالية لتركيا. وتكشف الخرائط علاقة مستمرة بالقومية التركية، العنصر طويل الامد في اصول الحكم في البلاد، الذي اعيد تنشيطه الآن مع بعض التاريخ المنقح وجرعة اضافية من الدين. ولكن اذا ما اخذنا العبرة من الماضي، فان التدخلات العسكرية ولغة المواجهة التي تغذيها هذه القومية قد تفاقم من الوضع الامني في تركيا ومن مكانتها الاقليمية.

وللوهلة الاولى تشبه الخرائط التركية التي ظهرت على التلفزيون التركي الرسمي مؤخرا خرائط مماثلة وضعها انصار اليونان الكبرى، مقدونيا الكبرى، بلغاريا الكبرى، ارمينيا الكبرى، اذربيجان الكبرى، وسورية الكبرى. جدير بالذكر ان تلك الخرائط لا تنتمي الى الامبراطورية العثمانية، التي كانت اكبر بكثير، او العالم الاسلامي بأكمله او العالم التركي. بل هي خرائط لتركيا، لكنها اكبر بعض الشئ.