اعتقلت القوات الباكستانية الفتاة الأفغانية صاحبة العينين الخضراوين الحزينتين التي حصلت صورتها المتميزة بغلاف مجلة “ناشيونال جيوجرافيك” في عام 1985، والتي التقطها المصور “ستيف مكوري” على لقب “موناليزا الحرب الأفغانية”، بتهمة التزوير.

 
وقال رجل الشرطة “طاهر خان” إن “شربات جولا”، احتجزت من منزلها في مدينة بيشاور شمال غربى باكستان، بتهمة الحصول على هوية باكستانية بتزوير وثائق على نحو مزعوم، وسوف تواجه السجن لما يصل إلى سبع سنوات في حال ثبتت أدانتها.

 
فيما قال “عمران شاهد” مدير وكالة التحقيقات الاتحادية “داهم فريقنا مع الشرطة منزلها وصادر هوياتها الباكستانية والأفغانية”. وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.

 
وكانت الحكومة الباكستانية قد بدأت العام الماضي حملة إجراءات صارمة على اللاجئين الأفغان الذين يزعم أنهم استخدموا وثائق مزورة للحصول على الجنسية الباكستانية، وهنا ظهر اسم جولا على السطح.

 
وقالت باكستان إنها تعتزم إعادة كل اللاجئين الذين يقدر عددهم بـ 5ر2 مليون لاجئ إلى أفغانستان نظرا لأنهم أصبحوا عبئا ” لا يحتمل ” على الاقتصاد.

 
وكانت عائلة “جولا” قد فرت إلى باكستان إلى جانب الآلاف من العائلات الأفغانية عندما غزت قوات الاتحاد السوفييتي أفغانستان عام 1979، وصورها “مكوري” في ديسمبر 1984 عندما كانت لاجئة في الثانية عشر من العمر في مخيم على الحدود الباكستانية الأفغانية، ثم ظهرت الصورة على غلاف مجلة “ناشونال جيوجرافيك” في يونيو1985 واستخدمت على نطاق واسع في نشر محنة اللاجئين.

 
ولم يكن “مكوري” يعلم اسمها ورغم رحلاته المتكررة للمنطقة لم يتمكن من تعقبها، وأخيرا وجدها بعد 17 عاما في بيشاور عام 2002.

 
وقال مكوري لصحيفة واشنطن بوست عام: 2002″ فور رؤيتي لها علمت أنها نفس الفتاة، لقد كان هناك مجموعة معقدة من المشاعر على وجهها في الصورة الأولى، هل هو خوف؟ هل هي صدمة؟”.

 
وبعد الحصول على إذن زوجها الخباز رامات جول، رفعت جولا النقاب حتى يتسن لمكوري التقاط صورة محدثة، وكان لا يزال وجهها يعكس تجارب وصعاب عقدين من الصراع شهدتهم بلدها.