زار “محمد باركيندو” الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” أمس، دولة العراق لإجراء محادثات تهدف إلى حل الخلاف بشأن حصة العراق في خفض الإنتاج، والذي أدي الي موقفها المفاجىء لعرقلة اتجاه الأسعار نحو النمو، بعدما طلبت إعفائها من حصة خفض الإنتاج لحاجتها إلى أموال لمحاربة تنظيم داعش.

 
فيما يترقب السوق مدى نجاح “باركيندو” في التأثير على الموقف العراقي، خاصة أنه سيجري مباحثات مكثفة مع رئيس الوزراء ووزير النفط في العراق.

 
وجاء الموقف العراقي ليقوض فكرة الإجماع الذي جري الإثنين الماضي بين “أوبك” وروسيا في فيينا يوم الإثنين الماضي بحضور ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي، التي تعتبر ركنا رئيسيا في خطة العمل للمنتجين في الفترة المقبلة.

 
وكانت أسعار النفط الخام قد مالت إلى الارتفاع في الأسواق الدولية إثر نشاط الاتصالات التي تجري بين المنتجين في “أوبك” وخارجها لدعم فكرة خفض الإنتاج، وحظيت هذه المبادرة التي أعلن عنها في الجزائر الشهر الماضي بتأييد دول “أوبك” وروسيا.

 
وأسهمت تصريحات لوكالة الطاقة الدولية في تقليل مستوى التفاؤل في السوق بعد توقعها تأخر تحقيق التوازن بين العرض والطلب إلى النصف الثاني من العام المقبل، بسبب بعض التباطؤ في مستوىات الطلب – بحسب تقديرها – على الرغم من تأكيدها على الارتفاع المطرد في مستوىات الواردات النفطية الصينية.

 
كما يترقب السوق نتائج مباحثات روسية فنزويلية تعقد في موسكو بين وزيرى الطاقة في البلدين الكسندر نوفاك وايولوخيو ديل بينو، لبحث سبل المساعدة في إنجاح خطة تقييد الإنتاج والتغلب على كل العقبات المحيطة خاصة المواقف الرمادية لبعض المنتجين.

 
وفى هذا الإطار، أكد محمد باركيندو؛ الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، أن قرار خفض إنتاج “أوبك” الذي تم التوافق عليه في اجتماع الجزائر الشهر الماضي، جاء استجابة لظروف السوق في الآونة الأخيرة وكنتيجة للمحادثات المكثفة والجهود الحثيثة بين الدول الأعضاء للمساعدة في تحقيق إعادة تنظيم إمدادات النفط العالمية وتحفيز الطلب على النمو.

 
وأضاف خلال الاجتماع الخامس رفيع المستوى بين “أوبك” وروسيا في فيينا بحضور الكسندر نوفاك وزير الطاقة، أن “اتفاق الجزائر” جاء بتوافق الآراء بين الدول الأعضاء في “أوبك” بهدف كبح أي تدهور في الأسعار والمساعدة على الحد من تقلبات السوق، مشيرا إلى أنه منذ الإعلان عن خفض الإنتاج تحسنت معنويات السوق بشكل عام وتم تعزيز مناخ التعاون على نطاق واسع لتقاسم الأعباء في السوق وهو أمر ضروري لكل المنتجين سواء الأعضاء في “أوبك” أو خارجها.

 
وأشار باكيندو إلى أن “أوبك” تتطلع مع بقية المنتجين إلى معالجة مسألة فائض المخزونات وهو أمر عاجل وبالغ الأهمية لعودة سوق متوازن ينمو بشكل مستدام ولن يتحقق ذلك دون زيادة الاستثمار في مجالات الاستكشاف والإنتاج الجديدة، والتغلب على مشكلة انخفاض الإنتاج في الحقول الحالية.

 
وأضاف، أن هناك أيضا العديد من التحديات المستمرة ذات الصلة بأسواق النفط، مثل وجود احتمالات غير مؤكدة بالنسبة لنمو الاقتصاد العالمي وانتشار المضاربة المفرطة ودور الأسواق المالية وتأثير الصراعات الجيوسياسية ومدى التقدم في التكنولوجيا والسياسات البيئية وتغير المناخ؛ وقضايا التنمية المستدامة.

 
وأثنى باركيندو على دعم روسيا المتواصل للحوار مع “أوبك”، مشيرا إلى أن الاجتماعات السنوية بين الجانبين هي حيوية لتحسين التفاهم المشترك وتبادل وجهات النظر والرؤى.

 
كما أثنى على مساهمة روسيا القيمة في المشاورات الأخيرة التي عقدت بين المنتجين في “أوبك” وخارج “أوبك” وكان آخرها في اسطنبول وفي الرياض أمس الأول مثمنا دور هذه الاتصالات في إعادة التوازن إلى سوق النفط الخام.

 
وأشار إلى أن الاجتماعات المشتركة بين الجانبين دائما ما تخلص إلى تأكيد الالتزام بتعزيز التعاون ليس فقط على المستوى الرفيع لقيادات الطاقة، لكن أيضا على المستوى الفني لتسهيل التبادل المنتظم لمزيد من المعلومات والتحليلات والدراسات.

 
من جانبه قال “ماركوس كروج” كبير محللي شركة إيه كنترول لأبحاث النفط والغاز، إنه من الضروري ألا يكون العراق عنصرا معطلا لتوافق المنتجين، خاصة أن خطط التعاون قطعت مشوارا جيدا سيتبلور خلال اجتماع فيينا الشهر المقبل كما أن السعودية وروسيا على الأخص تلعبان دورا قياديا محوريا في المرحلة الراهنة من أجل استعادة الاستقرار والتوازن في الأسواق.

 
وأوضح “دون ماكاى” مدير شركة بى دبليو للغاز في سنغافورة، أن تصريحات فاتح بيرول مدير الوكالة الدولية للطاقة في أحد المؤتمرات الاقتصادية في سنغافورة قدمت وصفا دقيقا للأوضاع في سوق النفط، خاصة التباطؤ النسبي في نمو الطلب.

 
وأضاف، أن ذلك يتطلب تركيز الجهود على تقييد الإنتاج لتحقيق التوازن كأفضل الحلول المناسبة للسوق في المرحلة الراهنة وهو ما يتطلب مشاركة فاعلة وتجاوب كل المنتجين، وفقا للاقتصادية.

 
من ناحيته،أوضح “ردولوف هوبر” المختص والباحث في شؤون الطاقة، أن جهود استعادة التوازن في الأسواق لا تحتمل مزيد من التأخير، خاصة في ضوء تحرك فعال من كبار المنتجين خاصة السعودية وروسيا، متوقعا نجاح زيارة باركيندو إلى بغداد في التأثير على الموقف العراقي المفاجئ الذي جدد شبح الخلافات بين الدول الأعضاء في منظمة أوبك.