روت الصحفية المصرية “سامية زين العابدين”، زوجة العميد عادل رجائي، قائد الفرقة التاسعة مدرعة بالجيش المصري، والذي اغتيل برصاص مجهولين السبت، تفاصيل اللحظات الأخيرة لزوجها قبيل اغتياله.

وقالت “سامية”، إن زوجها ودعها على باب الشقة الساعة الخامسة و55 دقيقة بقوله المعتاد “لا إله إلا الله”، وغادر مسرعاً ليلحق بسيارة الجيش التي كانت في انتظاره أسفل المنزل، وخلال دقيقتين سمعت دوي الرصاص ينطلق في أجواء المنطقة، فهرعت للشرفة لتستطلع الأمر، لتجد زوجها ملقى على الأرض غارقاً في دمائه و 3 ملثمين يهربون ويستقلون سيارة ماركة “نوبيرا” كانت في انتظارهم على أول الشارع.

وأضافت “للعربية .نت”، أنها سارعت على الفور للنزول لموقع الحادث لتجد زوجها مصاباً بطلقتين في الرأس وطلقة في البطن، وإصابة حارسه وسائقه الخاص الذي قتل هو الآخر، فاتصلت بشقيقتها وأسرتها لنجدتها، كما اتصلت بسيارة الإسعاف، وخلال تلك الفترة حاول الجيران ملاحقة الجناة لكنهم فشلوا، فيما لفظ زوجها أنفاسه الأخيرة عقب وصوله للمستشفى.

وأشارت “زين العابدين”، أن زوجها طلب الشهادة خلال أدائه مناسك العمرة في رمضان الماضي، حيث دعا الله عند باب الملتزم أمام الكعبة الشريفة أن يرزقه الشهادة في نهاية عمره، وحقق الله له أمنيته، واستجاب لدعائه ورزقه الشهادة.

وأضافت أنها شعرت طوال الأسابيع الماضية بشيء غريب يطاردها كأحلام اليقظة، وشعرت نحوه بالانقباض، وكانت هذه الهواجس وأحلام اليقظة تخبرها بقرب رحيل زوجها.

وأضافت أن زوجها “هو الشهيد السادس في عائلتها ضمن مجموعة من الشهداء سقطوا دفاعاً عن الوطن”، مؤكدة أنه كان مثالاً للأخلاق الحميدة، وكان يخدم الجميع حتى جنوده كانوا يحبونه، والدليل على ذلك أنها فوجئت بسيدة مسيحية لا تعرفها جاءت لتأدية واجب العزاء، وطلبت منها صورة للعميد عادل كي تضعها في منزلها، قائلة إن ابنها ماركو وهو جندي يعمل تحت إمرة القائد القتيل طلب منها أن تذهب لمواساة زوجة قائده، وأن كل الجنود في الكتيبة يصلون له ويقرأون القرآن ترحماً عليه.

وقالت “زين العابدين” إنها تشعر بالفخر لسببين: الأول أن زوجها استشهد من أجل الدفاع عن بلده، والثاني ما شاهدته من نبل وعظمة مشاعر المصريين نحوها ونحو زوجها، حيث توافد عليها للعزاء كافة طوائف المجتمع، ومنهم من تعرفه ومن لا تعرفه، كما تلقت اتصالات للتعزية من كبار رجال الدولة ومن مستشار الرئيس عبدالفتاح السيسي.