أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تنعم باقتصادياتٍ متينة وثابتة، مكّنتها طوال عقود من تجاوز مختلف العقبات والتحديات والأزمات الاقتصادية العالمية، التي عانت منها عديد الدول، مشيراً إلى الأزمة التي شهدتها أسواق البترول بسبب الهبوط الكبير في أسعار النفط، مما خلّف تبعات سلبية على مستوى تصدير النفط والاستثمارات والصناعات المعتمدة بصورة رئيسية على منتجاته.

ولفت النظر خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقِدَ، اليوم، بمقر الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى جانب وزير الطاقة القطري الدكتور محمد بن صالح السادة، ووزير الطاقة الروسي إلكسندر نوفاك، إلى عودة التوازن والتعافي الذي تعيشه أسواق النفط خلال الـ 8 أسابيع الأخيرة، إلا أن عملية استعادة ذلك التوازن تسير ببطء، وتحتاج لإجراءات ناجعة وعملٍ عالمي جاد، لتسريع إعادة التوازن للسوق النفطية العالمية، وتعجيل تعافيه، لاسيما من قبل كبيريات الدول المصدرة للنفط.

وأشار إلى نتائج اجتماعات الدول أعضاء منظمة (أوبك OPEC) الإستثنائية التي احتضنتها الجزائر في سبتمبر الماضي، ومثلها الاجتماعات التي جرت مع دول أخرى خارج المنظمة مثل روسيا الاتحادية، المرحب بها كثيراً اليوم، ممثلةً في معالي وزير الطاقة الروسي إلكسندر نوفاك والوفد المرافق له، الذي شاركوا وزراء الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاتهم ذات العلاقة بمجال النفط والطاقة والصناعة.

ونوه بالمباحثات التي جرت خلال الاجتماعات مع الجانب الروسي، سواءً الثنائية منها، أو نظيراتها التي جمعت أصحاب المعالي الوزراء على طاولة واحدة، مؤكداً أن هذه المباحثات اتسمت بالجدية والتوافق الكبير في الرؤى والأفكار المنتظر بلورتها لتكون خطة طريقٍ وإجراءات تكفل تحسين السوق النفطية العالمية، وتزيد من سرعة استعادتها لتوازنها.

وأوضح معاليه أن لقاءه بنظيره الروسي حظي بتطابق وجهات النظر، واتفاق على الأهداف، مبيناً أن هذه الزيارة هي الرسمية الأولى لمعاليه للمملكة العربية السعودية، لذا كان الوزير الروسي حريصاً على أخذ جولة للاطلاع على جهود المملكة الكبيرة في مجال صناعة النفط، ومختلف المجالات المهنية، أو مثيلاتها المعنية بالطاقة، مشيراً إلى أن هذه الجولة التي بدأت منذ وصول معاليه الجمعة الفائت شملت شركة أرامكو ومجموعة من المنشآت الصناعية في عدد من أرجاء الوطن الحبيب، مفيداً أن هذه الجولات تخللها وأعقبها جملة من الاجتماعات، التي جرى خلالها تبادل وجهات النظر والاتفاق على صياغة شراكة وتعاون فني وتقني ذو علاقة بالطاقة بمختلف أشكالها، إلى جانب مناقشة الأراء والأفكار والحلول القادرة على احتواءالأزمات التي يعاني منها سوق النفط العالمي، وهو الأمر الذي بدا فيه التفاهم والتناغم واضحاً بين الجانب السعودي والروسي، مع التأكيد على أن هذه الحلول لا يمكن لها أن تطبق على أرض الواقع، إلا إذا تحلت بالتكامل بين الدول المعنية والعمل وفق منظومة واحدة جادة محترفة، تثق في قدرتها على تجاوز أي تحدي أو عقبة، في سبيل تسريع عودة التوازن للسوق النفطية.