توقع خبراء استراتيجيون استمرار الحرب الدائرة في اليمن، وتأجيل النهاية إلى أمد غير معلوم؛ بسبب الصراع المحتدم بين مليشيا الحوثي ومعهم أنصار المخلوع علي عبدالله صالح من ناحية والحكومة الشرعية المدعومة من الأمم المتحدة وقوات التحالف العربي من ناحية أخرى.
ويبدو أن الحرب المستعرة في اليمن لن تنتهي قريباً؛ بسبب عدد من الأمور وعلى رأسها التشابكات العائلية بين المقاتلين في صفوف الشرعية وبين أنصار الحوثي والمخلوع، بالاضافة إلى عدد من الأسباب التي أجملها الخبير الاستراتيجي اللواء الركن الدكتور زايد العمري المتخصص في القدرات الاستراتيجية في سلسلة تغريدات كتبها عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي ” تويتر”.
وأوضح أن النخبة النافذة في شمال اليمن تتقاسم الأدوار، ولا تقف بكامل ثقلها في طرف واحد، وأيضاً هناك سبب هام، وهو تداخل القرابات ما بين إخوة وأبناء وأصهار يتوزعون بين جنود جيش المقدشي وميليشيا الطرف الانقلابي، بحكم أن جيش المقدشي وميلشيا الانقلاب جميعهم وبكامل عددهم ينتمون إلى مناطق الشمال.
وقال ” العمري”: يقف محمد علي المقدشي على رأس جيش الشرعية رئيساً للأركان، فيما يقف شقيقه أحمد علي المقدشي في صف الانقلابيين.
ويقود هاشم الأحمر أكبر ألوية الشرعية في العبر، فيما يتواجد شقيقه صادق الأحمر شيخ حاشد في صنعاء بحماية الانقلابيين.
وكذلك يتواجد محمد ناجي الشايف ابن شيخ بكيل مع الشرعية في الرياض وعُيِّن مستشاراً لهادي، فيما والده شيخ بكيل ناجي عبدالعزيز الشايف يقف في صف الانقلابيين.
أما على محسن الأحمر فيقف في الطرف الشرعي نائباً للرئيس، فيما يتواجد ابنه الأكبر محسن علي محسن في صنعاء بحماية الانقلابيين.
فهؤلاء كبار القادة، يتوزّع الآباء والأبناء والإخوان على طرفي الصراع، ومثلهم الآلاف من المقاتلين في صف الشرعية، فيما إخوانهم وبني عمومتهم يقفون في متارس الانقلاب!
وبذلك فإنه وفق لعبة تقسيم الأدوار التي تلعبها نخبة الشمال النافذة، ما بين شرعية وانقلاب، كيف يُمكن لمن يتواجد على رأس جيش الشرعية من قائد أو جندي أن يُقاتل الميليشيات بضراوة، وهو يعلم أن عناصرها هم إخوانه وأقرباءه وأبناء عمومته؟