اتهمت منظمة العفو الدولية المليشيات الشيعية باعتقال آلاف الأطفال والرجال وتعذيبهم وتغييبهم وقتلهم فورا، مؤكدة أن المدنيين “السنة” يواجهون هجمات “انتقامية وحشية”، حسبما ذكر تقرير المنظمة الحقوقية “أمنستي إنترناشنول”

وقالت صحيفة “الإندبندنت”، فى معرض تقرير المنظمة “هرب الكثيرون منهم دون أخذ أي شيء سوى ملابسهم التي كانت عليهم، في الليل حتى لا ينبهوا أحدا، ومشوا ساعات طويلة في طرق خطيرة”، وأضافت “لم يستطع كل من هرب الوصول إلى الوجهة الآمنة، فقد أطلق مقاتلو تنظيم الدولة النار على المدنيين الهاربين، فيما انفجرت الألغام في بعضهم، وغير ذلك من المتفجرات الباقية من الحرب دون تفجير”.

وزعمت منظمة “أمنستي” وفقا للصحيفة، أن عشرات الآلاف من المدنيين شردوا بالقوة من منازلهم على يد القوات الحكومية والبيشمركة العراقية وغيرها من المليشيات، ونتيجة للعمليات العسكرية، وأن الكثير منهم منع من العودة إلى بيوتهم، وتحت ذريعة الأسباب الأمنية.

ووفقا للمنظمة، فأن المليشيات اختطفت وعذبت وقتلت أطفالا من قبيلة المحامدة، واعتقالت نحو 1300 رجل وطفل في 3 يونيو، بعدما فروا من الصقلاوية ومدينة أخرى شمال الفلوجة،

وقال ناجون لـ”أمنستي” إنه تم اعتقالهم في مزرعة، وضربوا باستخدام عدد من الأدوات، بما فيها المجارف، وأضاف أخر، “كان هناك دم على الجدران، وضربوني والبقية بأي شيء تصل إليه أيديهم، معاول حديدية ومجارف وأنابيب وأسلاك، ومشوا على أجسادنا ببساطيرهم، وشتمونا وقالوا إن ذلك انتقام لمذبحة سبايكر، وشاهدت شخصين وهما يموتان أمام ناظري”، بحسب الصحيفة.

وزعمت الصحيفة، أن آلاف الرجال والأطفال الذين فروا من مناطق سيطرة تنظيم داعش اختفوا بشكل قسري على يد قوات الأمن العراقية والمليشيات، بحسب ما ورد في التقرير، وقال المعتقلون الذين تحدثوا مع “أمنستي” إنه تم وضعهم في أوضاع غير مريحة ولأوقات طويلة، وتعرضوا للصعق بالكهرباء، وضربوا بوحشية، وهددوا النساء بالاغتصاب، وقال رجل إنه عذب في مكان تابع للقوات العراقية قرب قرية الحاج علي في يونيو.

وبحسب تقرير “إندبندنت”، فإن تقرير المنظمة زعم أن أكثر من 50 شخصا اعتقلوا في غرفة واحدة، وتعرضوا لضرب مستمر، ويقول أحدهم للمنظمة، “ضربوني بسلك سميك على قدمي، ورأيتهم وهم يطفئون أعقاب سجائرهم في جسد آخر، وتم صب الشمع على ولد في عمر الـ15 عاما، وكانوا يريدون منا الاعتراف بأننا من تنظيم داعش”.

ونقلت “أمنستي” عن مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “فيليب لوثر”، قوله: “بعد هروبهم من رعب الحرب، وطغيان تنظيم داعش، واجه العرب السنة انتقاما وحشيا على يد المليشيات وقوات الحكومة، وعوقبوا على جرائم ارتكبها داعش”.

ونقلت الصحيفة عن عدد من المسؤولين، قولهم إن هذه التقارير لا تعكس الممارسات الأوسع، منوهة إلى أحد الحوادث التي ذكرها التقرير، قال إن 12 رجلا وأربعة أولاد من قبيلة الجميلة، الذين هربوا من بلدة السجر قرب الفلوجة، وأعدموا دون محاكمة، بعدما سلموا أنفسهم لرجال يرتدون الزي العسكري ولباس الشرطة، في 30 مايو، وتم فصل الرجال الكبار عن الأطفال والنساء، قبل أن يتم صفهم وإطلاق النار عليهم، وتم إلقاء القبض على حوالي 73 رجلا من القبيلة ذاتها بعد أيام، ولا يزال مصيرهم مجهولا.

ونوه تقرير الإندبندنت إلى أن رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” قد أنشأ لجنة للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت في الفلوجة، حيث قامت القوات العراقية باعتقال عدد لم يتم تحديده من سكانها، مستدركة بأن العبادي قال إن هذه الممارسات هي “حالات فردية”، ولا تعد جزءا من انتهاكات منظمة.