الهيئة العامة للترفيه أعلنت عما تزمع إقامته من فعاليات خلال الفترة القريبة القادمة، وقد بلغ عدد تلك الفعاليات ٢٦٦ فعالية موزعة على سبع مدن، وعلى الرغم من كثافة هذه الفعاليات إلا أن تكدسها في سبع مدن فقط يعني أن هناك مدنا، بل مناطق بأكملها ظلت خارج نطاق تغطية تلك الفعاليات، وظل المواطنون فيها محرومين مما يستمتع به مواطنون آخرون في تلك المدن السبع التي حظيت باهتمام هيئة الترفيه، ومع ذلك فليست هذه هي المسألة التي نود التوقف عندها وتتمثل في الإجابة على سؤال يتمثل فيما إذا كان دور هيئة الترفيه هو إعادة إنتاج ما كانت تنتجه مؤسسات أخرى من قبل وعلى رأسها جمعيات الثقافة والفنون وبعض أمانات المدن؟ وهل غاية ما يمكن أن تنهض به أن تكون بديلا لتلك المؤسسات أو شريكا لها فيما تقدمه؟ ما كان يتوقعه المواطنون وما أصبحوا يتمنونه الآن أن تتحرك هيئة الترفيه وفق استراتيجية كفيلة بفتح نوافذ جديدة للترفيه وأن تحرص على تصحيح كثير من المفاهيم التي تحيط بمفهوم الترفيه وترسم مفاهيم مغلوطة له أدت إلى الحيلولة دون افتتاح دور للسينما وبناء مسارح مخصصة لتقديم العروض الفنية المختلفة فضلا عن العمل وغير ذلك من المؤسسات التي تلعب دورا هاما في تحقيق مفهوم الترفيه في كافة دول العالم.

الأسر السعودية تدفع ملايين الدولارات للسفر والبحث عن الترفيه. الهاربون من الأجواء هنا في الصيف، وغيره من الأوقات، يتضاعفون عامًا بعد عام. أكثر من 60 مليار ريال أنفقها السعوديون خارج السعودية العام المنصرم 2015 في زيادة ملحوظة عن الأعوام السابقة؛ والسبب الرئيسي عدم وجود أماكن ترفيهية حقيقية، وعدم ملاءمة الأماكن الموجودة والبرامج المكررة لمتطلبات الأسر.

هل نحن محافظون إلى هذه الدرجة أم منغلقون ونعشق الغرف المغلقة؟ هل نحن نتلذذ بالتلاعب بالألفاظ على ذواتنا وعوائلنا وأنفسنا؟ هل نحن ممن يعشق التحايل على النفس والآخر حتى وإن كان أقرب الناس إليك (بيتك وأولادك)…؟

غالبية الأسر السعودية المحافظة والمتدينة تحضر سينما في دول الخليج ومصر وأوروبا وأمريكا، وغيرها من الدول، وغالبية من يعارضون السينما هنا في الداخل هم من روادها في الخارج.

لنكن واقعيين، وإذا كنا نبحث عن ترفيه المجتمع وزيادة الوعي بين أفراده، وأن تكون تلك ثقافة مجتمع وجزءًا من حياته، فلا بد أن نعترف بأننا في القرن الواحد والعشرين، وأننا في زمن الثورة التقنية التي تتيح لهم مشاهدة ما يروق لهم دون رقابة من رب الأسرة، ولا من الرقيب الخارجي، وتعود هنا إلى التربية فقط، وليست إلى حجب صالات السينما.

فلديهم صالاتهم اليدوية، وفي غرفهم.. لنكن واقعيين، ونفتتح صالات سينما، تبث أفلامًا تحت المراقبة الشديدة كما هي في الدول المجاورة.
الأسر لا تبحث عن مسرحية هنا أو هناك، أو بازارات من المأكولات، لكنها تبحث عن خلق مرافق ترفيهية مختلفة، تستطيع الأسر أن تجعلها من ضمن حياتها اليومية.