بعد أن صرحت هيئة الإتصالات وتقنية المعلومات في بيانها الإعلامي والذي تضمن إيقاف باقة الإنترنت اللامحدود الخاصة بعملاء باقة مسبقة الدفع، فقد أحدث ذلك القرار بلبلةً في نفوس الكثيرين من مستخدمي تلك الباقات ، مما حدا بالبعض منهم ببث وتناقل رسالة تدعو إلى إغلاق أجهزتهم لفترةٍ زمنيةٍ حددوها في تلك الرسالة، بزعمهم أن تلك الشركة ستتكبد خسائر باهضة في هذا الوقت مما سيثني الشركة عن قرارهم.
والبعض الآخر كان اقتراحهم بتغيير الشريحة من الشركة المشغلة إلى شركة أُخرى.
وكان ثالث قد خضعوا للواقع ورضوا بالقرار والتزموا الصمت.
وقسم أخير لم يهمهم الأمر بل أصبح موضوعاً دسماً لهم لتناقل الطرف والفكاهات على أولئك الذين قد أزعجهم القرار .
وجميعهم ربما لا يعلم منهم إلا قلةً أن الهيئة لم تقم بذلك إلا بسبب ماسجلته مؤشرات التشغيل في أن معدلات الإستخدام تفوق وبكثير المعدلات العالمية، حيث يؤدي ذلك إلى التأثير سلبياً على أداء الشبكات والجودة المطلوبة على توفير الخدمات المقدمة وسرعة الإنترنت
هذا القرار الذي أزعج الكثير من مستخدمي تلك الباقات إلا أنه قد أسعد مجموعة أخرى، قد عانت الكثير والكثير من تصرف شريحةً من المجتمع قد أساءوا استخدام تلك التقنية وأدمنوها.
فكم من شخص رأيناه مكباً على جهازه في بيته وعمله وفي السوق وفي كل مكان، حتى أثناء جلوسك مع أصدقائك أو أقاربك ،بل قد بلغ الحد ببعضهم من تعلقه بتلك البرامج ألا يصغي لحديث والديه ،ومنهم من يحرم أطفاله وزوجته من رحلةٍ لكي لايبتعد عن تلك التقنية أو يأخذها معه ويظل منهمكاً ومشغولاً عنهم ويحرمهم مشاركته لهم واللعب معهم، والموظف ورجل الأمن ربما تغاضى عن خطأ أو ترك مهمةً حتى لايفقد ولو اليسير من تلك البرامج.
أو أن تجد طفلاً لم يتجاوز السادسة من عمره أو مراهقاً في عنفوان تلك المرحلة ممسكاً بجهازه متنقلاً بين مايشاء من المواقع دون حسيبٍ أو رقيبٍ.
فربما ستسهم هذه الخطوة إلى إعادة ولو القليل مما افتقدته مجالسنا من الألفة و”اللمة” والمشاركة.
أو أن تسهم في تقليل دخول أطفالنا إلا إلى مايحتاجون إليه.
فإلى من أزعجه القرار لنتفاءل ونقل”رُبَّ ضارةٍ نافعةٍ”.