نصيب الشعب!!
وهم يقصدون أنها لا تصلح لنا ولا نصلح لها. طيب ماهي هذه السيدة هل هي سيدة العدل الغربية حاملة الميزان صاحبة عصبة العين الشهيرة؟ لا هي كما هو معلوم كلمة مركبة من كلمتين باللغة اليونانية معناهما “حكم الشعب” .. فماذا نفهم من حكم الشعب أو الحكومة الشعبية؟ هل هي الحكومة التي يتولاها الشعب بنفسه؟ هل هي الحكومة التي يرتضيها الشعب ويطمئن إليها؟

من تجارب الحكومات التي سميت باسم الحكومات الديمقراطية في بلاد اليونان والرومان يبدوا لنا أن الحكومة التي يتولاها الشعب بنفسه لم توجد قط ، ولا يمكن أن توجد .. إنتبه .. حتى ولوكان الشعب قليل العدد كما كان في المدن اليونانية ؛ ويجوز لنا أن نعتبر أن التسمية هنا تسمية سلبية يراد بها أن “الحكم الديمقراطي” غير حكم الفرد المطلق “الحكم الديكتاتوري” أو “الحكم الاستبدادي” ، وغير حكم الأشراف والنبلاء ، وغير حكم الكهان ، وغير حكم القادة العسكريين ، وما عدا ذلك من ضروب الحكم التي ليس للشعب نصيب فيها.

فإذا قيل “الحكم الديمقراطي” فُهم منه في ذلك الزمن أنه حكم لا يستبد به فرد واحد ولا طبقة واحدة ، وأنه غير ضروب الحكم الأتوقراطية (الحاكم الفرد أو من يحكم بنفسه) ؛ والتيوقراطية (حكم الكهنة أو الحكومة الدينية) ، والأوليجاركية (حكم الأقلية) ، والعسكرية وما إليها .. إنتبه .. فيجوز من ثم أن تكون التسمية كما قلنا تسمية سلبية اعتبارية على هذا الإعتبار.

وإذا قلنا أن الحكومة الشعبية هي الحكومة التي يرتضيها الشعب ويطمئن إليها فقد يكون هذا التعريف صحيحا من بعض الوجوه ناقصاً من عدة وجوه. فقد إرتضت وترضى الشعوب أحكام المستبدين وتطمأن لها ، وكان ومازالوا يعدون بعض الحكام بأمرهم معبودين يخضعون إليهم ويخولوهم حقوق الشعب والرعايا حقوق الأرباب ويحسبون ظلمهم حقا لهم لا محل للاعتراض عليه ، وأيضا ليس دائما كل الشعب راضي أو مطمئن لحكومته التي تسمى الشعبية ولذلك دائما هناك معارضة .. إنتبه .. وعلى هذا المعنى يقال أن الأمم عرفت أنواعاً من الحكم غير الحكم الديمقراطي وفيها هي والحكم الديمقراطي نفسه كثيرا من مكونات الشعب لايجدون لهم نصيراً على الشكوى ولا يستنكرون مصابهم فضلاً عن إنكار الآخرين لذلك المصاب.

وما علمت أن قوما يدينون بالإسلام حرام أن تضيع الديمقراطية بينهم ، ولكن عندهم حكم إسلامي فيه إيمان صادق وباعتباره نظام ديني اجتماعي اقتصادي سياسي شامل يكون نظامنا الاسلامي فيه الديمقراطية ، وستسألني كيف؟

لأني لا أريد الاطالة للافادة نحيلك بإذن الله تعالى إلى المقالة القادمة.