كما أخبرتنا جدادتنا عن الدبة التي قتلت صاحبها من شدة الغباء فقد صدقوا وها نحن نرى قوة عظمى كأمريكا في طريقها للتصدع بسبب غباء حزبين كبيرين يسيطران على السياسة الداخلية لها وبسبب عنصريتهما تجاه رئيس أسود يكنون له البغضاء، فقانون «جاستا» هو الحجر الذي قذفته الدبة على وجه أمريكا لتقتلها.
إن الصحافة الأمريكية شبه متفقة على إن جاستا يمثل خطرا على أمريكا نفسها وحتى هذه اللحظة تم تسجيل تراجعات عن التصويت وموقعة بأسماء أعضاء صوتوا ثم تراجعوا لإدراكهم لخطورة الأمر وما قد يجلبه من ويلات على أمريكا وقد قام 28 سيناتور برفع خطاب التماس بتغيير موقف أمريكا من قانون جاستا بعد أن صوتوا لصالحه أمس.
إن الشعور بالندم والخجل يسيطر على الجمهوريين الآن بسبب توريط أمريكا بهذا القانون النابع من كرههم لأوباما، فقد تجاوز الأمر السعودية وتخطاها وأصبح الهم الأكبر هو عدم فقد ثقة الشعب الأمريكي لأنهم ظهروا كأغبياء.

وما يؤكد على حالة التخبط التي أصابت الساحة السياسية هو تحذيرات كبرى الإصدرات الصحفية من مغبة القانون وبدأت اليوم النيويورك تايمز في رمي سهامها على صناع القانون والمصوتين له، باعتباره يهدد استقرار الأمم المتحدة برمتها، وليس مبالغًا إذا قلنا إن أمريكا تهدف من جاستا لإلغاء ميثاق الأمم المتحدة برمته، ويضع جميع الدول تحت طائلة الأفراد ويلغي تماما الحصانة الدبلوماسية محطما كل الأعراف والتقاليد.

بل وزاد بعضهم في القول إنه خطوة أولى للعولمة وجمع العالم تحت إدارة واحدة، كما يحلم الأمريكان، كما قد يعرض أمن الولايات المتحدة نفسه للخطر التي ستضطر للدفع لضحايا هيروشيما، وغيرها من كوارث أمريكا التي لا تخلو بقعة على المعمورة إلا وتشهد بجرائمها.