دائما نتهم نحن العرب بأننا مهوسون بنظرية المؤامرة، ولكن الحقيقة أن المؤامرات تحاك ليل نهار بالأمة العربية والإسلامية، وفي القلب منها المملكة العربية السعودية، ومن ينكر أن الغرب يقضي جل وقته للتفكير في كيفية إضعاف العرب فهو كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال.

«جاستا» قانون هلامي غير واضح الملامح لا ينشد سوى توريط المملكة في مزاعم هجمات سبتمبر التي أثبتت تقاريرهم السرية أنها بريئة منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب، إلا أنه تم التمادي في هذه الادعاءات وإصدار هذا القانون لمحاكمة المملكة، ولمعرفة السر في هذا الإصرار والتمادي.. فما عليك سوى البحث عن إيران.

الكونجرس الأمريكي بشقيه النواب والشيوخ يسيطر عليه اللوبي اليهودي في أمريكا ونسبة كبيرة من أثرياء اليهود في أمريكا هم من يهود أصفهان في إيران.

يهود أصفهان في إيران الذين هاجروا في أعقاب الثورة الخمينية إلى لوس أنجلوس ونيويورك اللتين يتمركز بهما نحو 600 ألف إيراني منهم يهود وملحدون وشيعة، ونسبة كبيرة منهم يسكنون في بيفرلي هيلز، وهم معروفون بالثراء الفاحش، حتى أن الأمريكيين باتوا يطلقون عليها «طهران أنجلوس» أو «إيران أنجلوس»، وهو ما يفسر كيف وصل جيمي – جامشيد- دلشاد وهو إيراني أمريكي كعمدة لبيفرلي هيلز في عام 2007، ثم أعيد انتخابه في 2010.

الإيرانيون في أمريكا يستحوذون على نحو 21.5 % من معدل ملكية المشروعات التي تحقق عوائد تبلغ 2.560 بليون دولار وتوغلوا من الاقتصاد إلى المراكز التي تدير دفة الحكم وتوجهه كيفما تشاء ومن أبرز الإيرانيين في الحكومة الأمريكية هو رامين طلوعي الذي عين في عام 2014 كنائب وزير الخزانة الأمريكي للشؤون الدولية، وتريتا بارسي الإيراني ذو الجنسية السويدية أحد أبرز الإيرانيين في أمريكا، انتقل إليها في 2001، أسس وترأس المجلس الوطني الإيراني الأمريكي«NIAC»، وأصبح ممثل اللوبي الإيراني، وهو صديق وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف منذ أكثر من عقد، وأبرز من عمل على رفع العقوبات عن إيران وتوقيع الاتفاق النووي، فريال جواشيري الإيرانية الأمريكية التي تعمل ككاتبة خاصة للرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهي مساعدة لأوباما منذ كان عضوًا في الكونجرس الأمريكي، والتحقت عام 2007 بالحملة الانتخابية لأوباما، في قطاع التخطيط، وكانت الأولى في مجلس الأمن القومي بمنصب مستشار مساعد مستشار الأمن القومي

ويعتبر البعض أن نائب وزير الخارجية الإيراني الأسبق، صادق خرازي والذي أقام في الولايات المتحدة بين عامي 1989- 1996، هو مصمم اللوبي الإيراني في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أخذ يشبك بين مؤسسات غير حكومية ومنظمات سياسية ومدنية وشركات تجارية لها مصالح اقتصادية مشتركة مع النظام الإيراني، والهدف الأساسي للوبي الإيراني، هو “إقناع الإدارة الأمريكية وأصحاب القرار في الكونغرس بضرورة بقاء نظام الجمهورية الإسلامية والتسوية معه حول تقسيم النفوذ في الشرق الأوسط وصيانة المصالح الأمريكية”. إضافة إلى أهداف أخرى منها تشويه صورة دول الخليج العربية وعلى رأسها السعودية، وذلك بتصويرها أنها مصدر الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة وليس إيران.

وحين طلب مئات الحاخامات اليهود، في الولايات المتحدة، أعضاء الكونجرس الأمريكي دعم الاتفاق النووي الإيراني، خلافًا لموقف الحكومة الإسرائيلية. وأمام الكونغرس الأمريكي مدة 60 يوما، بدأت من 20 يوليو2015 لمراجعة الاتفاقية النووية والتصويت عليها بالرفض أو القبول. وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن أكثر من 300 حاخام يهودي في الولايات المتحدة، بعثوا رسالة الى أعضاء الكونجرس الأمريكي ، من أجل حثهم على دعم هذا الاتفاق. وأعرب الحاخامات في رسالتهم عن قلقهم من الانطباع الذي تولد في الولايات المتحدة بأن الجالية اليهودية موحدة في رفضها للاتفاق النووي ،وأكد الحاخامات على تأييدهم الكامل للاتفاق واصفين إياه بـ«التاريخي»، كل ذلك لم يكن عبثا بل لتقوية شوكة إيران في المنطقة على حساب جيرانها العرب.

حين تتجمع تلك الخيوط في يدك ستكتشف على الفور أن قانون «جاستا» الهلامي المطاطي  يحقق المصلحة اليهودية الإيرانية، واليهودية الإمريكية وهو ضمن استراتيجية أمريكية لإعادة تقسيم المنطقة، وإضعاف القلب النابض منها، المملكة العربية السعودية، التي لا تزال الهاجس والحلم الصعب البعيد المنال، تكشف زلات لسانهم الكثير مما يضمرونه في قلوبهم لها فهي الوحيدة التي ذكرت خمس مرات في مناظرة المرشحين للرئاسة الأمريكية كلينتون وترامب.. فهل نحن منتبهون؟.