نشرت صحيفة “الشروق” الجزائرية تفاصيل قرير أمني عن فضائح تورط فيها مسئولون بشركة الخطوط الجوية الجزائرية، بعدما وظفوا أشخاصًا دون تأهيل في منصب طيارين ومضيفين وبشهادات طبية مزيفة، إلى جانب تعاطي مواد مخدرة وحبوب هلوسة، مما يهدد حياة المسافرين ويعرضهم للخطر، وهي الفضيحة التي تناقلتها وسائل إعلامية دولية واعتبرتها أكبر فضيحة في عالم الطيران.

وذكرت صحيفة “الشروق” الجزائرية أن التقرير أعده خبراء أمنيون بشركة الطيران الوطنية للجزائر، والذي أشار إلى وقوع تجاوزات في عملية توظيف طيارين، خاصة بالنسبة للطائرات من نوع “Dash- 8 Q400″، حيث توظف طيارون بالجملة لا يتعدى مستواهم المرحلة الثانوية، وهم الذين حصلوا على رخص قيادة الطائرات من مدارس ومعاهد خاصة للطيران مقابل مبالغ مالية تقدر بـ80 مليون سنتيم، وبمعدلات تقل عن 7 على 20 ساعة طيران، وبشهادات طبية مزيفة، ما جعلهم غير مؤهلين لقيادة مثل هذا النوع من الطائرات.

وكشف التقرير عن تورط عدد من مضيفي ومضيفات الطائرات الجزائرية في تناول المخدرات، خاصة الأقراص المهلوسة والكحول في أثناء الرحلات، إذ تكشف رسالة موجهة إلى المدير العام للشركة ممضية من طرف رئيس الإدارة الصحة والأمن والبيئة بشركة الطيران، عن تجاوزات خطيرة ارتكبها أحد المضيفين، قام بتناول القنب الهندي وأقراص مهلوسة من نوع “بوبرنورفين” المصنفة كبديل للمخدرات، في أثناء العمل، أي خلال الرحلة على متن طائرة “Dash- 8 Q400″، ما يشكل خطرًا كبيرًا على حياة المسافرين، ولم يقتصر الأمر على هذه الحالة فقط، إنما سجلت من طرف خلية الصحة والأمن والبيئة عدة حالات مماثلة، استدعت توجيه تحذيرات كتابية.

وكشف التقرير أخطاء قاتلة ارتكبها عدد من الطيارين تخص طريقة القيادة خلال جميع مراحل الرحلة، سواء على مستوى الإقلاع والتحليق أو الهبوط، على غرار إلغاء الإشارة الخاصة بإقلاع الطائرة، وعدم الإبلاغ عن الحالات الخطيرة في أثناء التحليق، خاصة عند المرور بمنطقة الاهتزازات ونفس الأخطاء عند الهبوط بأرضية المطار.

كما تطرق التقرير من خلال قائمة تضم بعض الأسماء إلى طريقة توظيف أبناء مسئولين جزائريين غير مؤهلين طيارين في الشركة بطريقة غير قانونية، بالإضافة إلى أبناء مديرين، مما يعرض حياة المسافرين للخطر على خطوط الطيران.