انطلقت حملات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي تحت مسمي ” زواج بلاشبكة ” تطالب بإلغاء شبكة العروس تيسيراً للزواج بين المصريين، الأمر الذي قابلته بعض الفتيات بالموافقة، واتخذت أخريات موقف المعارضة، مما تسبب في خلافات على أرض الواقع ومشاجرات إلكترونية بين الجنسين، فهل تتنازل الفتاة بسهولة عن الشبكة؟ وماذا عن موقف الأهل؟ وهل يكون التنازل عن الشبكة حلاً لعقبات الزواج؟ ، وذلك في ظل ارتفاع أسعار الذهب.

وانتشرت حملات إلغاء الشبكة علي صعيد واسع لاقت صدى على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى انتقلت إلى أرض الواقع، وكانت البداية من صعيد مصر، حيث تعهدت العائلات بإلغاء هذا التقليد، الذي ظل راسخاً تتوارثه الأجيال، بل ذهبوا إلى إلغاء الكماليات من أثاث المنزل، والاهتمام بالقطع الأساسية فقط.بنات،

فيما أعرب البعض عن رفضه لإلغاء الشبكة، قائلين: «التنازل عن الشبكة يبخس العروس قيمتها، ولن أقبل بعريس لإحدى بناتي لن يقدم إليها شبكة».

وقالت إحدى الفتيات تدعي ندى مدحت، بكالوريوس تجارة، 24 عاماً، وتقول: «أزمة الزواج في مصر تنحصر في المقام الأول في مشكلة العادات والتقاليد القائمة على التباهي بحجم الشبكة ومساحة الشقة، وما إذا كانت ملكاً أو إيجاراً، ويأتي في المقام الثاني حجم المقارنات، مثلاً عند البعض لا يصح أن تتزوج العروس بشبكة أقل ثمناً من شبكة من ابنة خالها، أو لا بد لها من شبكة ألماس مثل ابنة عمّتها، فضلاً عن إجبار العريس على شراء شقة تكون مساحتها كبيرة وتعادل شقة عريس ابنة عمّها، وهكذا توضع الشروط التعجيزية على أساس المقارنات والأعراف العائلية من دون الالتفات إلى إمكانات العريس المادية، فنقع في براثن العنوسة رجالاً ونساء».

واردفت: «المشكلة أن غالبية مؤيدات الشبكة الفضة على مواقع التواصل الاجتماعي يجدن أنها موضة «أونلاين»، وعند الدخول في الجد لا يقبلن بها، وأعتقد أن هذا أحد مساوئ مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج للموضة الاجتماعية».
ندى ليست مرتبطة، وتؤكد أنها لن تشترط شبكة باهظة الثمن، وتراها هدية تتوافق مع أحوال العريس المادية، وتوضح أنها ستدعم تغيير التقاليد بطريقتها العملية في عدم التباهي وعقد المقارنات.

واضاف محمد سيد، مبرمج، 35 عاماً، تزوج منذ أربع سنوات مقدماً شبكة هي عبارة عن خاتم من الفضة، ويروي تجربته قائلاً: «تعرفت إلى زوجتي قبل الزواج بعامين وعشنا قصة حب رائعة، خططنا خلالها للزواج، وكانت خطيبتي مطلعة على إمكاناتي ودخلي المادي، والجميل في الأمر أنها كانت تشاركني في كل التفاصيل لإتمام الزواج».
ويتابع: «استطعنا بناء عش الزوجية وشراء الأثاث وبقيت الشبكة عائقاً أمامنا، حتى فوجئت بزوجتي تقترح عليَّ التقدم إلى أهلها بدون شبكة، لكننا كنا على يقين بأنهم سيرفضونني بسبب ذلك الأمر، ومع مزيد من التفكير في محاولة منا لتدبير ثمن الشبكة، كان الحل الوحيد هو أن ننتظر عاماً آخر حتى أدّخر ثمن الشبكة، لكن زوجتي أكدت أنها لا تريد شبكة، وأن الذهب ليس ضماناً للعيش بسعادة، فاقترحت عليَّ أن تشتري خاتماً من الفضة مرصعاً بفصوص زركون، وهو حجر كريم له لماعية الألماس نفسها، وأن أقدمه كشبكة ألماس، فكان لها ما أرادت وتزوجنا بشبكة فضة وما زال السر سراً بيننا الى اليوم».