يعتبر النقل المدرسي المريح والآمن إحدى الخدمات التي تقدمها حكومة مولاي خادم الحرمين وهي سنة حسنة قد دأبت عليها منذ بداية التعليم النسوي في المملكة العربية السعودية وقد عملت جاهدة على توفير النقل الآمن والمريح حتى في الأزمنة التي كانت فيها الموارد شحيحة وليس هناك من بيت إلا وقد شملته هذه المكرمة العظيمة وستبقى لها مفخرة بين الأمم وفقها الله تعالى .

غير أن فيفاء مستثناة من تلك الخدمة العظيمة فأصبح الآباء يواجهون مشكلة النقل بمفردهم في بعد تام عن التدخل المباشر من إدارات التعليم المتعاقبة بالمنطقة , وحيث إن هذه المكرمة لا تشمل بنات فيفاء والآباء مرتبطون بأعمالهم الوظيفية فقد لجأوا لأناس من المواطنين لتولي تلك المهمة لكن أولئك الفئة لا يملكون السيارات الآمنة والمريحة لأنهم من الطبقة المعدمة في المجتمع فنجدهم يقومون بنقلهن في سيارات لا تتوفر فيها أدوات السلامة ولا وسائل الراحة رغم أن أولئك الفئة الناقلة أمناء ومحترمون لكنهم معدمون جدا وبعضهم لا يتقن القيادة إتقانا كاملا , وحيث إن طرق محافظة فيفاء من الطرق البدائية بفعل المواصلات المتعمد فإنها تحتاج لسيارات قوية وفارهة ومؤمنة بالإضافة لقادة مهرة ومن أهل المحافظة لكن الأدهى والأمر أنّ هناك ناقلون من جنسيات مختلفة يمنيون وباكستانيون ومن قبلهم فلسطينيون وهنا تكمن الخطورة وهي مسئولية مشتركة بين الآباء وإدارات التعليم .

إن أبناء فيفاء لا يستحقون هذا الإقصاء من قبل إدارات التعليم فهم مواطنون مخلصون ويستحقون مساواتهم بغيرهم من المواطنين والدولة لم تتوانى في ذلك أبدا لكن هناك إدارات تعليم بالمحافظة وبالمنطقة بشكل عام تحاول جاهدة نقل صورة غير لائقة للدولة في نظر المواطن الفيفي مع أننا لانعلم عن قصدهم لكنهم يتعمدون التعنت والتجاهل لأهل فيفاء
إن بنات فيفاء لسن بأقل من نظيراتهن في المملكة من ناحية التحصيل العلمي ولا من ناحية مثاليتهن في التربية والسلوك وقد رأينا منهن الطبيبات المشهورات وعضوات هيئات التدريس بالجامعات ورأينا منهن الأوائل من ناحية التحصيل العلمي فلسن من المهمشات ولامن المنبوذات ومن ثم فإنه لا يحق لأي مسئول أن يحجب حقوقهن المكتسبة بقوة النظام ولا من حق أي مسئول التعامل مع بناتنا وكأنهن دخيلات على المجتمع محرومات من الحقوق وليس واجباً على الآباء أن يتحملوا نفقة النقل المتعب مادام أن النقل متاح لجميع بنات المملكة .. فهل سنجد تجاوبا مع هذه الرسالة التي ننشرها على الملأ لكي يتعظ الذين يتعاملون مع بناتنا بهذه الطريقة المسيئة لهن ولبلدهن العظيم ولحكومتهن التي لا تألوا جهدا لتوفر لأبنائها وبناتها عيشا كريما وإن لم يتعظ المسئولون فسوف يتم نقل ملف معاناتهن لولي الأمر وقد أعذر من أنذر .. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل