قطعت الرياض علاقاتها مع طهران بعد تعرض ممثليتي المملكة العربية السعودية في إيران في 12 يناير الماضي إلى هجوم من قبل عناصر موالية للنظام الإيراني وتزامناً مع ذلك قطع عدد من العواصم العربية والإسلامية علاقاتها مع طهران أيضاً.

ولم يمض سبعة أشهر تقريباً على ذلك الحدث الذي شكل خرقاً صارخاً للأعراف الديبلوماسية ليتحدث مسؤول في قطاع السياحة والفندقة عن النتائج السلبية للهجوم في المجالات الاقتصادية والسياحية والفندقة بمدينة مشهد نتيجة تأزم العلاقات مع دول الخليج حيث كان مواطنون من هذه البلدان أفضل السياح الذين يزورون هذه المدينة التي تضم ضريح ثامن أئمة الشيعة “الإمام علي بن موسى الرضا”.

هذا ما أكده رئيس اتحاد أصحاب الفنادق في مدينة مشهد محمد قانعي بقوله: “الهجوم على ممثليات السعودية وقطع العلاقات مع هذا البلد وتأزيم العلاقات مع دول الخليج أثر سلباً على السياحة في هذه المدينة”، بحسب ما نقلته وكالة أنباء العمل الإيرانية “إيلنا”.

ووفقاً لتقرير نشرته “قناة العربية” فقد أوضح “قانعي” أن عدد الزائرين الأجانب لمدينة مشهد إنخفض بنسبة 80% حيث كانت المدينة تستقبل سنوياً حوالي مليون ونصف المليون من مواطني الدول العربية وكانت الشركات البحرينية والسعودية تحجز ما يزيد عن 10 فنادق من فئتي 4 و5 نجوم سنوياً.

وأضاف: “من ناحية أخرى كانت فترة الإقامة للمسافرين (العرب) تتجاوز الأسبوع، الأمر الذي كان يضخ سيولة كبيرة في المدينة، ولكن الهجوم على قنصلية السعودية في مشهد وسفارة هذا البلد في طهران شكل صدمة للأنشطة السياحية والاقتصادية في مدينة مشهد”.

وكان متظاهرون موالون للنظام، هاجموا مساء يوم الثاني من يناير القنصلية السعودية في مشهد وفي التالي تعرض مبنى السفارة السعودية في طهران إلى هجوم مماثل، وألقى المتظاهرون باتجاهه قنابل حارقة، ما أدى إلى اشتعال النيران به وجاء الاعتداء على ممثليات المملكة في طهران ومشهد في سياق الهجوم الإيراني المتواصل ضد السعودية بسبب تنفيذها حكم الإعدام ضد 47 شخصاً، بينهم نمر النمر أدينوا بالإرهاب.

وأضاف قانعي يقول: “الأمر لم يقف عند حد انخفاض عدد الزوار الأجانب بنسبة 80 بالمائة حيث انخفض عدد الزوار الإيرانيين بنسبة 20 بالمائة ايضا ولهذا السبب ارتفع الركود الاقتصادي والبطالة في المدينة بنسبة 50 بالمائة.
وكانت تعرضت الممثليات السعودية لعمليات تدمير ونهب وعبث بمحتوياتها عقب اقتحامها من قبل عناصر موالية للنظام.

وتقع القنصلية السعودية في مدينة مشهد بمحافظة “خراسان رضوي” شمال شرق إيران بالقرب من مدينة طوس القديمة، تحدها من الشمال مدينه كلات نادر والشمال الشرقي جمهورية تركمنستان، ومن الشرق أفغانستان ويبلغ عدد سكانها حوالي 4 مليون نسمة وبهذا تكون ثاني أكبر مدينة في إيران.

فتحت في أيام الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان، فيها الكثير من الآثار والمزارات والمقامات وأهمها مرقد علي بن موسى الرضا الإمام الثاني حسب المذهب الشيعي الأثنى عشري.