اكد لطيف أردوغان النائب السابق للمعارض التركي فتح الله غولن في حركة الخدمة، ان غولن قال له “إن الله تكلم معي وقال لي: أنا كنت أبقي الكائنات من أجل محمد صلى الله عليه وسلم، والآن أبقيها من أجلك أنت” ،موضحا إنه يلتقي مع الله سبحانه وتعالى وإن الله تكلم معه.

وأضاف لطيف أردوغان أمس في حلقة من برنامج “بلا حدود”، قائلا “أقسم بالله وأضع يدي على المصحف، أن الكلام الذي نقلته عن غولن لا توجد فيه نصف كلمة كاذبة، وقد قال لي هذا الكلام خلال إحدى زياراتي لأميركا”.

وأوضح أردوغان أنه بقى مع غولن في الجماعة بعد سماعه هذا الكلام لأنه كان في ذلك الوقت يعتقد أن غولن ولي من أولياء الله، “وهذا الكلام يقال عندما يكون الإنسان في حالة سكر معنوي، وهو من الشطحات الصوفية، وهذا ما فسرته في ذلك اليوم”.

وأردف أردوغان-الذي لا تربطه أي صلة قرابة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان “أنا لم أتقبل هذا الكلام ولكن هناك في الصوفية ما يعرف بالشطحات، ومن الممكن أن يقول المرء مثل هذا الكلام وهو في حالة سكر معنوي، وأنا لم أنقل كلام غولن هذا للجماعة، ولكن غولن قال أمام جمع من الجماعة: أنا إذا غضبت فإن غضبي يولد زلازل وأعاصير في الخارج” وان هناك جماعة حول غولن يرون أن كل ما يفعله هو الصحيح، ولا يجرؤ أحد منهم على محاسبته أو مسائلته، فهو أستاذهم وهم تلامذته، ولكن المساءلة والمحاسبة بدأت تظهر فيما بعد.

وأشار إلي أنه منذ البداية ساد اعتقاد وسط الملتفين حوله بأن غولن ولي من أولياء الله، ثم بعد ذلك أصبحوا يلقبونه بالمسيح، ورغم أنه لم يدّعِ بأنه المسيح بشكل ظاهر إلا أن سكوته على هذه الادعاءات يعني أنه قد وافق عليها ضمنيا.
وأكد أردوغان -الذي لازم غولن 40 عاما وانشق عن جماعته عام 2009 بعد أن اكتشف حقيقة الرجل وما يدعو إليه- أن غولن ليس صوفيا بل يعادي الصوفية بشدة وظل يخدع الناس لسنوات على أنه متصوف، ومئات الآلاف من أتباعه لا يعرفون عن الإسلام إلا ما يقوله هو لهم، معتبرا أن ما كان يقوله غولن هو مسرحية، فالرجل لم تكن له هموم إسلامية بل كان مشغولا بالسيطرة على الدولة التركية، وقد سُمح له بذلك لصالح أميركا.

واضاف لطيف أردوغان إن هناك غراما وحبا من نوع خاص بين غولن وأميركا وإسرائيل، مضيفا أن حب أميركا وإسرائيل هو من المبادئ الأساسية لغولن وجماعته ، وأن الجماعة كانت تعرف في البداية بجماعة النور، ثم سميت حركة الخدمة بعد ذهاب غولن للولايات المتحدة.

وقال لطيف أردوغان عن علاقته بغولن ومعرفته به عام 1968، مشيرا إلى أن أهم ما ربطه به “هو رسائل النور” عن تفسير القرآن الكريم التي كتبها العالم والمفكر بديع الزمان سعيد النورسي الذي يعرفه كل الأتراك.

وأضاف أن غولن استغل واستخدم “رسائل النور” وسيلة للوصول إلى الناس وتكوين جماعته، وتخلى عن الرسائل وبدأ يعمل من أجل تأسيس الجماعة عام 1971، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى لتأسيس الجماعة كانت بين عامي 1968 و1971، وأن النظام العلماني آنذاك غض الطرف عنها، وأن هناك علاقة خفية بينه وبين النظام سمحت له بممارسة أنشطته دون ملاحقة.

وبالنسبة علاقة غولن بانقلاب كنعان إيفرين عام 1980، قال لطيف أردوغان إن غولن أخبره بأنه كان على علم بالانقلاب قبل حدوثه بثلاثة أيام، مشيرا إلى أن فترة انتشار المدارس التابعة للجماعة كانت بعد ذلك الانقلاب.