حياكم الله يا شباب الأمة الاسلامية ، حياكم الله إذا قمتم قيامة واحدة للأخلاق ولإحياء الثقافة الاسلامية الجامعة ، ثقافة الدين القيم الحنيف دين القيمة ، الثقافة الحسنة لإخراج جيل جديد يتمتع بالجرأة والصراحة واستقلال الرأي وسلامة التفكير والتقدير ، والقوة المعنوية والأخلاقية الضرورية لحمايتكم والجديرة أن تصرخ منها الشياطين.

ولا تنتسب القوة المعنوية إلا للمثل الأخلاقية الرفيعة والتي يجب أن تكون غاية الغايات في كل ثقافة عظيمة ، فإذا كان لنا في الماضي الوسيط ضعف وجهل وتأخر فالحمد لله قد طوته السنين بسيئاته ومثالبه المعنوية ومن ألزم واجباتكم اليوم أن تتمسكوا وتعتصموا بدين الله الحق مما نزل به الوحي من آيات في كتاب الله ، والبيان في سنة رسول الله.

• فطلب العلم والتعليم مع التفقه في الدين للشباب ينتمي إلى هذه الآية: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ).
• وطلب سريان العفة والطهارة وحفظ الأمانة والثقة بين الشبان والفتيات يرجع إلى هذه الآية: (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ).
• وطلب إيجاد المثل الأخلاقي لهذه الأمة من شبابها هو معنى الآية: (هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ).
• قوة الأخلاق يا شباب ، قوة الأخلاق. إن خطوة التقدم تبدأ من هنا.

حياكم الله يا شباب الأمة ؛ استمسكوا واعتصموا بكتاب الله وسنة رسوله يصفق لكم العالم الإسلاميُّ كله قبل الآخر. وهو عمل ليس فيه شيء جديد على الإسلام ، ولكن كل جديد على المسلمين لا يوجد إلا فيه (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ).

إنها الأعمال الصالحات أعمال القوة الروحية التي تريد أن تقود التاريخ مرة أخرى بقوى النصر لا بعوامل الهزيمة.

الشباب الطاهر هو حركة الرقيّ في الأمة كلها ، فسيكون منها مقام المحرك للأمة كلها ، حركة الشباب بالأخلاق والمثل العليا والقدوة الحسنة ليست قوانين، ولكنها ستكون هي السبب في إصلاح القوانين.