تشير تقارير أنثروبولوجية حديثة إلى أن الحياة الجنسية الأولى في مصر القديمة كان لها أصل إلهي.

وتلفت التقارير إلى أنه بالنظر إلى مختلف أساطير نشأة الكون المصرية المختلفة، والتي ساعدت على خلق العالم، سنكتشف أن أول فعل جنسي كان فعلا إلهيا، وأنه أدى إلى ظهور الآلهة والرجال.

آتوم رع

نظم علماء اللاهوت في هليوبوليس، العالم، من خلال ضمهم في نظام واحد، للآلهة المجاورة: خلَق آتوم رع في البداية الزوج اللاهوتي شو وتفنوت. وأنجب هذان الزوجان كلا من جب، الأرض، ونوت، السماء.

تاسوع المقدس

وبدورهما أنجب جب ونوت، زوجين وهما: أوزوريس وإيزيس، وسيث ونفتيس. وهكذا تشكل تاسوع المقدس أو تاسوع هليوبوليس، وهو مجموعة من كبار وآباء المعبودات المصرية القديمة، والذين تدور حولهم الأساطير المصرية القديمة التي تتحدث عن بدء الخلق والصراع بين الخير والشر.

وبحسب الأنثروبولوجيين وعلماء الآثار لا أحد يعرف أصل الفرعون رع، الذي ظل مجرد اسم للشمس حتى في اللغة القبطية. لقد كان رع متربعا بقوة على عرشه في هيليوبوليس منذ فجر التاريخ المصري.

التل الأزلي

وكان حيوانه المقدس الثور منيوس Mnevis ، وتضم عبادته حجرا منتصبا، يُدعى بن بن، وهو يمثل في الأساطير الفرعونية، التل الأزلي، أول تل يظهر على صفحة الماء، حيث كانت المياه تغطي الأرض بالكامل.

ومن هذا التل انبثق المحيط الأصلي الذي استقرت عليه الشمس لأول مرة. ويعتبر الثور الحيوان الأصل. وأما بن بن، فهو الحجر المنتصب، وهو يرمز للعضو التناسلي الذكوري.

السلطة والثروة

في الأساطير المصرية كان العضو التناسلي الذكوري علامة على السلطة والثروة.

ووفقا لكينت ويكس Kent Weeks، عالم الآثار في الجامعة الأميركية في القاهرة، فقد كان رمسيس الثاني، وهو واحد من أعظم الفراعنة في التاريخ، يمتلك وهو في الـ 15 من العمر، زوجة، واثنتي عشرة محظية، ومفاتيح لجميع حرائم مصر. ويُنسب إليه نحو مائة طفل.

وحسب الأساطير المصرية فلم يكن المصريون يتصورون أي حياة ناجحة من دون زواج وكثير من الأطفال.

الإنجاب والمتعة

كانت الأسرة هي الوحدة الاجتماعية الأساسية داخل المجتمع المصري. وكان النشاط الجنسي وسيلة للإنجاب ومصدرا للمتعة، وكانت اللغة المصرية القديمة تضم ما لا يقل عن عشرين كلمة لوصف الممارسة الجنسية.