في أطهر البقاع وبجانب بيتٍ من بيوتِ الله به أشرف الخلق وسيدهم، (صلى الله عليه وسلم )وفي خواتيم شهرٍ فضيل، ووقتٍ كل القلوب تبتهل إلى بارئها رافعةً أكف الضراعة وساكبةً دموع التوبة والندم راجيةً منه أن يقبل عملها ويغفر زلتها، جموع قد قدمت من نواحٍ شتى تحفهم الطمأنينة وروحانية المكان، نفوسهم متذللةً بين يدي ربهم عله أن يمحي ذنوبهم ويمن عليهم بتوبةٍ صادقةٍ، وأن يقبل صيامهم ويتجاوز عن تقصيرهم.

في هذا المشهد المهيب ، بطيبة الطيبة وبمدينة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، إذ بخبيثٍ “أجلكم الله” يتسلل بالقرب منهم لينسلخ من دينه ووطنيته وإنسانيته، غير مبالي بحرمة الزمان ولا حرمة المكان، ويفجر نفسه ويزهق أرواحاً بريئةً من رجال أمننا البواسل الذين لم يألوا جهداً في أعمالهم حيث سهروا لننام آمنين، ووقفوا لنبقى مطمأنون بين أهلينا، نسأل الله أن يكتبهم مع النبيين والصديقين والشهداء.

وما قام بهذا العمل الشنيع والمشين” انتحار وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وترويع الآمنين ” إلا لإرضاء فئةٍ ماتوا كمداً من تلاحمنا وحبنا لولاة أمرنا والأمن الذي نعيشه، وقد بانت نواياهم على حقيقتها فكل هدفهم من ذلك زعزعة أمننا وزرع الفتنة والفرقة بيننا، ولم يعلموا أنهم بأعمالهم هذه الدنيئة لن يزيدوننا إلا حباً وولاءً ولُحمةً، كعود زاده الاحراق طيباً.

اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه ، ورد كيده في نحره ، واجعل تدبيره تدميرًا عليه ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.