بين كل فترة وأخرى تتناقل وسائل الإعلام أخباراً تنزل علينا كالصاعقة ، صادرةً من شباب في مقتبل أعمارهم، ومنفذةً بأبشع الصور، فبعد أن أعطاهم وطنهم وهيأ لهم سبل الراحة ، معولاً عليهم الكثير والكثير في مستقبله، متيقناً أنهم أقوى وأمتن ركائزه ، إذ بهم ينخرون ساسه وينهشون جسده، ويعتنقون منهجاً همجياً يأمرهم بالتخريب وزرع الفتنة والفرقة وقتل الأنفس التي حرم الله إلا بالحق، بل وربما لأمرهم بقتل أقرب الناس إليهم في موقف ينسلخون به من دينهم ويتجردون به من إنسانيتهم.
ونعرج هنا على بعض النقاط التي يجب التركيز عليها.
أولاً /نبدأ بالمنزل فعلى الوالدين تربية الأبناء تربيةً إسلاميةً صحيحةً، وغرس الوطنية والتسامح في نفوسهم والولاء للوطن ،وأن يظهروا لهم محاسن وطنهم وإشعارهم بنعمة الراحة ورغد العيش والأمن التي يعيشونها مقارنةً بمن حولهم.
ثانياً/ المدارس يجب أن تفعل فيها حصة النشاط وأن تستغل بين الحين والآخر هذه الحصة في إقامة الندوات والمسابقات التي تحث على الولاء لولاة الأمر وحب الوطن ، وعمل بحوث مصغرة يضهرو فيها حبهم لوطنهم وما يجب عليهم تجاهه، كما يجب على المدراء أن يكونوا أكثر صرامة في معاقبة من يرتكب خطأ من الطلبة داخل المدرسة سواء مع زملائهم أو معلميهم ولا يساوى الطالب المؤدب والمنتضم بالطالب الغير مبالي ، وكما نعلم فالجيل السابق عندما كان يُعاقب من قبل معلميهم فقد كانوا أكثر انضباطاً واحتراماً للقوانين من هذا الجيل، وما ذلك إلا لأنهم اعتادوا على أن من يخطئ فالعقاب له بالمرصاد، أما الآن فحدث ولا حرج.
ولقد صدمتنا الوزارة حينما أصدرت تعميماً بمنع الضرب في المدارس ،قد يكون بسبب تجاوزات القلة من المعلمين في الضرب، لكننا نعلم جميعاً أن “من أمن العقوبة أساء الأدب” فإن لم يكن هناك رادع للطالب فسينشأ لدينا جيلاً لا يبالي ولا يحترم القوانين وغير محافظ على مكتسبات وطنه، أو بلا وطنية وعند ذلك سيكون صيداً سهلاً للطغاة والعابثين وأرباب الفكر المنحرف، أما إن اعتاد على أن هناك عقوبة حين يخطيء، وسيكون له العقاب الرادع فعند ذلك سيستقيم خلقه.
ونتمنى لو أن وزارة الداخلية تعتمد على من صدر في حقه جلد من الجناة أن يكون ذلك داخل المدارس لكي يتأكد الطالب ويُغرس في ذهنه أنه متى ما خالف النظام أو ارتكب جريمةً فسيكون عرضةً للجزاء وأمام الملأ مثل ذلك الشخص الذي رآه يوماً ما يجلد أمام ناظريه.
ثالثاً/الشرطة والمرور وأمن الطرق نشكر لهم مايبذلونه من تفاني وإخلاص في سبيل عملهم، ولكن نرجوا من بعضهم الضرب بيد من حديد على كل من يتجاوز الأنضمة كائناً من كان دون هوادة ولا شفقة حتى ولو تربطك به قرابة أو معرفة بأهله ، والبعد كل البعد عن التغاضي، أوتكفى يافلان ، وآخر مرة ، وحب الخشوم أو اتصال من طرف فلان ، فهذه ضررها أكبر من نفعها على المجتمع وتغرس في نفس الشاب أنه حتى لو أخطأ فمصيره أن يخرج منها بلا عقاب، وسيكرر ذلك مرات ومرات. ومن يسافر إلى الخارج فقد يتعجب مما يراه من الانضباط ، وما ذلك إلا لأن الدول الأخرى عندهم القانون شيء مقدس يجب أن يُحترم وهو فوق الجميع.
رابعاً/”تويتر” يجب تشديد الرقابة عليه ،وتقنينه أكثر بحيث لا يسمح لكل من هب ودب بدخوله واستخدامه إلا بشروط أكثر صرامة ومسؤلية على مستخدمه، وحجب المواقع التي تدعوا إلى الفتنة وإثارة البلبلة.
وأخيراً ستبقى موطني فخراً وستبقى عزاًّ وستبقى في قلوبنا رغم كيد الحاقدين وسنظل حصناً منيعاً في وجوه الطغاة والعابثين.
يا أيها الوطن العظيم مهابـة
بين الشعوب بأمنه المهيـاب 
بشراك يا وطني عدوك هالك
والبغي لايبقى مدى الأحقـاب 
إن المليك وشعبه في لحمـة
جسد وروح بغيـة الأحبـاب 
ياخادم الحرمين شعبك صامد
في وجه فكر مـارق كـذاب 
يا أيها الملك المفـدى دائمـا
يفديك شعب طيـب الأنسـاب