المرأة، كانت وما زالت هي التربة الخصبة التي يستغلها دائمًاً وأبدًا أعداء الدين والأمة للنيل من الإسلام العظيم، وتُعد مسألة المرأة وما يرتبط بها من أمور؛ من أهم القضايا التي تتبناها الأطروحات التغريبية في المجتمع الإسلامي، حتى صار الحديث عن المرأة، وما يرتبط بها من حقوق،يتصدر القضايا حتى أنها أصبحت حديث من لا حديث له.

إن المتحدثين عن المرأة لا يهمهم شأن المرأة ولا حقوقها، ولا أي شيء يتعلق بها إلا جانب الشهوة واللذة؛ ولذا انحصرت كل مطالبهم في تقريب المرأة من الرجل، وكسر الحواجز الشرعية والأخلاقية التي بينهما.

فلا يطالبون بحقوق مطلقات ولا معضولات ولا عوانس حرمن الزوج والأسرة، ولا يطالبون بحقوق معلقات مكثن سنوات لا مطلقات ولا متزوجات ومجتمعنا يعج بمثل هذه المشكلات، وبالنساء المكلومات المظلومات…
فهم لا يطالبون بحقوقهن، ولا يبحثون مشاكلهن، ولا يعرضونها في قنواتهم وصحافتهم.. لأن حل هذه المشكلات لا يقرب المرأة من الرجل، ولا يحقق غايتهم.
من هنا يتبين أن هدفهم نشر ثقافة الاختلاط، وكسر الحياء، وهدم الدين والأخلاق، وتحطيمها باعتبارها قيودا تقيد حرية الإنسان.
إن هذا الفكر المنافي للدين، وللأخلاق لا يستطيع أن يظهر على حقيقته، أو بيان هدفه وغايته؛ لعلمهم أن المسلمين لا يتقبلونه ولا يرضونه لأنفسهم ومحارمهم، وسيقفون صفا لمحاربته؛ ولذا فهم يدسونه بتقريب المرأة من الرجل بشتى الحيل، وإسقاط النصوص التي تباعد بينهما، وخداع العامة بأنهم يطالبون بحقوق المرأة…
بل وصل بهم التبجح بأنّهم يحاربون من أجل ترسيخ أفكار في بلادنا هم لا يؤمنون بها أصلاً ولا يطبقونها.

إن الإسلام فرض قوامة الرجال على النساء، وليست فقط قوامة الأزواج على الزوجات، وإنما قوامة الرجل على المرأة ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ﴾ [النساء: 34] فالمرأة في رعاية رجل منذ ولادتها إلى أن توسد في قبرها، وكل إخلال بذلك يعود ضرره على المرأة والمجتمع بأسره؛ لأن الله تعالى ما خلق المرأة من الرجل لتستقل عنه وإنما لتركن إليه، وتحتمي به، وتشعر بالأمن معه.

وكذب من جمع رجلا بامرأة وادعى أنه لا تنشأ بينهما علاقة محرمة، وحوادث التحرش بالعاملات مع الرجال وابتزازهن أكثر من أن تحصر.

ولما كان الرجل يميل للمرأة لجمالها وأنوثتها ورقتها، والمرأة تميل للرجل لقوته ورجولته وخشونته، وهذا الميل يؤدي إلى العلاقة الحميمية بينهما؛ فإن الله تعالى سد كل طريق يصل المرأة بالرجل، أو يجمعها به؛ لأنها فتنته، وهو فتنتها، واجتماعهما ولو على تعليم قرآن أو قيام ليل- يؤدي -ولا بد- للوقوع في المحظور، فحرم الإسلام اختلاط النساء بالرجال، وخلوة المرأة بأجنبي، وسفرها بلا محرم، وجعل الأصل قرارها في بيتها، وعدم خروجها إلا لحاجة، وإذا خرجت فتحتشم وتتحجب ولا تتطيب إذا كانت تمر برجال كل هذه الاحتياطات من أجل صيانة الرجل والمرأة من الزنا، وصيانة المجتمع من الفواحش واللقطاء.

إن الإسلام أعطي المرأة حقوقًا وحريّات تفوقالحقوق والحريات التي يعطيها لها المشروع التغريبي، الذي يجعل من المرأة سلعة رخيصة الثمن مستباحة للجميع، وهذا المشروع ما هو إلا عودة إلى الوراء، وعودة إلى التخلف والرجعية والجاهلية، فما جاء الإسلام إلا لينهض بالمرأة ويعلي من شأنها وقدرها في المجتمع.
أما دعواهم بأنّ الإسلام يعيد المرأة إلى التخلف والرجعية وغيرها من المصطلحات فما هو إلا مرض نفسي أصابهم من مناهجهم الرجعية والساقطة، ويستغلون جهل المجتمع بتاريخ دينه العظيم مقارنة بتاريخ الأديان والمناهج الأخرى.
﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 27].