بعد أن استيقظت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الأحد، على كارثة أمنية جديدة، غيرت لون شوارع بلدية أورلاندو التابعة لولاية فلوريدا إلى اللون الأحمر، حيث وقع ما يقرب من مائة شخص بين قتيل وجريح فى هجوم نفذه أمريكى من أصل أفغانى يدعى “عمر متين”.

فقد ذكرت المرشحة الديمقراطية المحتملة للرئاسة الأميركية “هيلاري كلينتون” في مقابلة مع قناة (ام اس ان بي سي) الاثنين 13 يونيو
أنه يجب على الولايات المتحدة الأميركية إيجاد سبيل لحماية أمن البلاد دون “شيطنة المسلمين”.

فما ذكرته في بداية حديثها من أنه يجب على كل دولة حماية مواطنيها ليس خطأ بالعكس بل يتوجب على كل دولة حماية مواطنيها، ولكن يكمن الخطأ في:

أولاً /وصفها لكل من يقدم إلى أمريكا من بلاد العرب والمسلمين “بالإسلامي” وهذا غير صحيح فهناك من يعتنق ديانات أخرى ولربما أنه أكثر منهم بغضاً للإسلام.

ثانياً/إلصاق كل عمل إرهابي أو دموي بالإسلام ، وماذلك إلا لتشويه صورته ،وتبيين أنه دين عنف وقتل ودموية وغلظة.

ثالثاً /قولها “شيطنة المسلمين” والشيطنة بمعنى صار كالشيطان في تصرفاته وأفعاله، فالمسلم الحقيقي أجل وأشرف من أن يكون شيطان بل أن الإسلام يأمره بالتسامح والعفو ونشر الفضيلة والرفق والمحبة بين الناس ، ومن يقوم بمثل هذه الأعمال فالدين منه بريء. وبودِّي أن نذكرها ونقول لها أين أنتِ من شيطنة اليهود وما يفعلونه في فلسطين، بل أين أنتِ من شيطنتكم في أطفال العراق وافغانستان ولاجئيهم ، وأين أنتِ من شيطنة بشار في سوريا وأهلها ، وأين أنتِ من شيطنة إيران ومحاولاتها لزعزعة أمن المنطقة، بل أين قوتكم العظمى من كبح جماح داعش الذي عاث وباث في الأرض فساداً وقتلاً وتشريد، وغيرها الكثير والكثير من التجاوزات التي تغافلتم عنها عمداً ،أم أنكم لا تنتقدوا إلا من ترونه على غير منهجكم ومخالفاً لمخططاتكم الدنيئة.

فمن هنا نقول لها ولمن يتهم الإسلام بالعنف والشيطنة ويصوره بأبشع الصور. إن الإسلام بريء من كل هذا وبريء بكل من يتصرف أو ينتهج هذا النهج ، فالإسلام قام على حفظ النفس والمال والعرض وأمر بالمحافظة على القيم الإنسانية فقد حمى النفس والروح والجسد من كل ما يلحق بهم الضرر.
وليعلم الجميع أن المشكلة لا تكمن في الدين نفسه بل فيمن يتاجرون به لتحقيق أهداف ومكاسب إما مادية أو سياسية.