تولي حكومتنا الرشيدة التعليم جُلَّ اهتمامها،كيف لا والتعليم له نصيب الأسد من الميزانية، وماذلك إلا إيماناً منها بالعلم ودوره في بناء الشعوب والرقي بالأمم.

إلا أننا نتفاجأ بين الفينة والأخرى بقراراتٍ أشبه ما تكون بالغريبة،فالوزارة جعلت المعلم والمعلمة كبشي فداء لكل إخفاق،.وترمي باللوم عليهما في تدني مستوى الطلاب،بالإضافة إلى جعلهم في دوامة من القرارات ، وكان من بينها القرار الأخير في جعل لولي الأمر الصلاحية في نقل المعلم،رغم أنه مقنناً إلا أنه مثيراً للدهشة، فتخيل ولي أمر يهدد معلماً “انتبه لا تخليني انقلك” الله المستعان بعد أن كان المعلم معززاً مكرماً يشار له بالبنان،والكل يتمنى أن يكون معلماً،بل أن أحدهم يفتخر بابنه أو أخيه أو قريبه أن يكون معلماً،لكننا وللأسف نجد في هذا الزمن ،من ينصح قريبه بقوله:”نصيحه لا تروح للتدريس”.
أو تجد معلماً ينتظر وعلى أمر من الجمر التقاعد المبكر.

أو معلماً اتجه إلى العمل الإداري.
فياوزارة التعليم ماهو الحل لمعلم لايرى أطفاله إلا الجمعة والسبت ؟
والسبب تعيينه خارج منطقته.

وياوزارة التعليم ماهو الحل لمعلمة تخرج من بيتها قبل الفجر ولا تعود إلا بعد العصر؟مع ماتتحمله من مشقة السفر،ومخاطر الطرق،ومغامرات بعض السائقين. والسبب تعيينها خارج منطقتها.

وكم من أطفال تيتموا بسبب حادث لأبيهم المعلم المعين خارج منطقته.

وكم من معلمة لبست عبائتها ولم تُنزع إلا في مغسلة الأموات.

كم من طفل انتظر أمه لتعود من مدرستها التي تقطع يومياً مئات الكيلو مترات ولكنها لم تعد،بسبب حادث أدى إلى وفاتها.
كم من زوجة انتظرت زوجها ولكن عاد إليها جنازةً.

كم من أُمٍّ تمنت أن تفرح بابنها المعلم ولكن توفى بحادث قبل اكتمال فرحتها به ،وربما كان وحيده.وكم وكم وكم.
-أيها الوزارة الموقرة.

-أما آن الأوان لإعلان أكبر حركة نقل للمعلمين والمعلمات.لعلها تخفف ولو قليلاً من معاناتهم.
-أما آن الأوان للتأمين الصحي للمعلمين والمعلمات .

-أما آن الأوان لزيادة الحوافز خصوصاً لمن كان في المناطق النائية.
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا
كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ
علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى
أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماته
ِوهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا
وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ ، تـارةً 
صديء الحديدِ ، وتارةً مصقولا