كثفت وزارة الزراعة جهودها في مكافحة أنواع البعوض كإجراء احترازي للوقاية من فيروس زيكا, من خلال قيامها بالرش الأرضي والجوي بالمبيدات لمكافحة البعوض خارج النطاق العمراني, والقيام بالاستكشاف الحشري للبعوض الناقل وغيره من أنواع البعوض قبل تنفيذ أعمال الرش وبعد التنفيذ لتقييم فعالية الرش, وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.

وأوضح المستشار المشرف العام على الوقاية والخدمات الزراعية بوكالة الوزارة للزراعة الدكتور علي بن سعيد آل سرار أن انتشار الإصابة بفيروس زيكا في أفريقيا والأمريكيتين في المناطق المدارية التي ينتشر فيها البعوض الناقل للفيروس حيث يصاب الناس بهذا المرض نتيجة للتعرض للدغ البعوض الحامل للفيروس من نوع الأيدس إجيبتاي (الزاعجة المصرية).

وهو نفس البعوض الناقل للعديد من الأمراض مثل حمى الضنك، والحمى الصفراء, ومرض الشيكونجونيا، مشيراً إلى زيادة عدد الإصابات في الآونة الأخيرة بهذا الفيروس في أمريكا الجنوبية وعلى وجه الخصوص في دولة البرازيل.

وأكد الدكتور آل سرار أن المملكة ولله الحمد لم تسجل أي حالات إصابة بفيروس زيكا، مؤكداً ضرورة الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة بتكثيف مكافحة البعوضة الناقلة لهذا الفيروس الموجودة في معظم مناطق المملكة, وينتشر العديد من أنواع البعوض الناقل للأمراض الوبائية في مناطق ومحافظات المملكة.

وأفاد أن أول حالات سجلت لحمى الوادي المتصدع في منطقة جازان كانت في شهر سبتمبر من عام 2000م, وينقل هذا المرض نوعين من البعوض (الكيولكس والايدس) وهو مرض مشترك يصيب الإنسان والأغنام والإبل والماعز، وبعد ذلك بعدة سنوات في عام 1427هـ سجل تفشي مرض حمى الضنك في مدينة جدة، وانتشر حتى وصل إلى العاصمة المقدسة، والطائف، والقنفذة، والليث، وجازان، ونجران، والمدينة المنورة, ووجود الناقل الحامل للفيروس في منطقة ما يجعل انتشار المرض أمر محتمل.

وأشار آل سرار إلى أن وزارة الزراعة تعد من أول القطاعات الحكومية التي أسهمت في مكافحة أنواع البعوض ولازالت تقوم بدورها بفعالية عن طريق قيامها بالرش الأرضي والجوي بالمبيدات لمكافحة البعوض خارج النطاق العمراني والقيام بالاستكشاف الحشري للبعوض الناقل وغيره من أنواع البعوض قبل تنفيذ أعمال الرش وبعد التنفيذ لتقييم فعالية الرش.

مبيناً أن التنسيق قائم بين الوزارة والجهات الأخرى ذات العلاقة من خلال اللجان المشتركة في العديد من مناطق المملكة، التي يتم من خلالها توزيع وتحديد المهام المنوطة بكل جهة مثل وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الصحة، وأمانات المدن.

ونوه آل سرار بجهود وزارة الزراعة التي تسهم في المكافحة داخل النطاق العمراني عند حاجة الأمانات للدعم بالرش الأرضي من خلال فرق أرضية، حيث تم دعم أمانة محافظة جدة بعدد 10 فرق رش أراضي قامت بالرش داخل النطاق العمراني لمدة سبعة أشهر عندما ازدادت الحالات المؤكدة من الإصابة بحمى الضنك.

وكذلك تم دعم أمانة العاصمة المقدسة بعدد 5 فرق أرضية لمدة خمسة أشهر, كما تقوم الوزارة بأعمال الرش الجوي لمكافحة العديد من نواقل الأمراض مثل البعوض الناقل لمرض حمى الوادي المتصدع في جازان منذ عام 2000 م وحتى الآن بالإضافة للرش الأرضي ومكافحة البعوض الناقل للملاريا.

وتقوم الوزارة بدعم الأمانات والبلديات في بعض مناطق المملكة بالرش الجوي لبحيرات الصرف الصحي لمكافحة أنواع البعوض المنتشرة في مناطق مثل الجوف، وتبوك، والمدينة المنورة, كما تقوم بنشر المصائد لعمل تقييم لأعمال الرش وللتعرف على التغير في إعداد البعوض خلال الموسم، حيث يوجد في محافظة جدة 8 فرق للاستكشاف الحشري وفي مكة المكرمة 5 فرق.

الجدير بالذكر لأن وزارة الزراعة قامت بتوفير العديد من الإمكانيات لمشروع مكافحة الضنك بجدة ومنها تأسيس غرفة عمليات لإدارة أعمال الرش الجوي والأرضي, وتجهيز عدد من طائرات للرش الجوي (مجنحة ومروحية), وتجهيز (49) فرقة لرش الأرضي موزعه على جميع المناطق والمحافظات التي بها أعمال المكافحة, وتوظيف وتكليف (124) شخصاً للعمل بمشروع الضنك مع تأهيلهم وتدريبهم بالإضافة للموظفين المكلفين من قبل الوزارة, وتأمين (40) سيارة لمهام الرش الأرضي والتقييم والإشراف.

وتأمين أجهزة رش متنوعة ( ضبابي، رش متناهي الصغر، عادي) مع عدة أنواع من المبيدات الآمنة للبيئة ومتخصصة للطور الحشري الكامل وللطور اليرقي, وتأمين أجهزة اتصالات لاسلكي وأجهزة تحديد مواقع (GPS) بعدد (40) جهازا إضافة لأجهزة الحاسب والأجهزة المكتبية الأخرى, وتأمين أدوات السلامة مع تصميم زي خاص للعاملين في مشروع الضنك, وتأمين مصائد ضوئية بعدد (20) مصيدة تعمل بالبطارية لاستخدامها في مواقع عمل الفرق خارج النطاق العمراني لتقييم أعمال الرش والاستكشاف الحشري.

وتجهيز مختبر حشري متكامل لفحص البعوض المجموع في المصائد الضوئية, وتأمين المعدات اللازمة والتجهيزات الضرورية لأعمال المكافحة والاستكشاف الحشري, هذا بالإضافة لما توفره وزارة الزراعة من الإمكانات في المناطق الأخرى من المملكة لمكافحة البعوض بأنواعه المختلفة وغيره من نواقل الأمراض.