حزن وألم،مر وعلقم ،ذكرى أليمة وواقعة جريمة،الضحية نقاء وقدوة وفقيدة وعقيدة،والفاعل أصله وآله طهر وسمو ومكانة،فمن أين نجد الملاذ والمخرج؟

فاجعة لا قبلها فينا ولا بعدها،مصيبة دخلت كل بيت، وأدمت كل عين، وهزت المشاعر، وأذابت الأحاسيس،لا الخلاف يؤطرها، ولا الثأر يحتملها، ولا التبرير يؤدلجها، ولا المنطق يقول بفرضياتها،اللب يحتار،والصبر ينهار، وتتواتر الأخبار، ولا نملك أمام المصاب إلا:( إنا لله وإنا إليه راجعون)،ولا نعول إلا على:( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)،فيا من قضيتم نحبكم على أوراق أعمالكم،وأمام أجهزة أبحاثكم،وبين أدراج وظائفكم وفوق متون مسؤولياتكم،إلى جنات الخلد بإذن الله، وفي مستقرالرحمة بعون الله،كنتم الخيار، وأعلام الديار أعمالكم شاهدة، وأفضالكم حاشدة،وموتكم شرف، وما سبقتمونا إليه سنلاقيه، فالموت حقيقة، والنهاية واقع، والحياة عبور. لم يعد ينفعنا القول، ولن ينجينا الحول، ولا يسعفنا الطول، قطع القدر لسان كل خطيب، وغادرنا الحبيب، ولات من مجيب، فالأسئلة شذر مذر والأجوبة لا تفي بالخبر،أجساد الشهداء يلفها البياض،والفاعل بيد العدالة،والأسر يهز مهجها الهول،ولا سواك ربي يرتجى ويطلب.

ولقد وجب العزاء لكل فرد في المجتمع ينتمي لإقرأ،ويسعى للمدرسة،ويعود لوزارةالتعليم بدءا بالقيادةالرشيدةومرورا بمعالي الوزير وأصحاب السعادة النواب والوكلاء والمدراء والقادة والمعلمين والعمال والطلاب من آدم وحواء، من الألف إلى الياء ،ومن المكان إلى الزمان، رحم الله من ذهب رحمة الأبرار،وأصلح ذرياتهم، وأعان أهلهم على بلواهم وألهمهم الصبروالسلوان.

بعدها أخاطب وزارتي ومن خلالها إدارة تعليم الجهة وكل الإدارات بالقول لرجالها : أنتم تعاملون وتديرون صناع الحضارة ودعائم النهضة، تلقون بنا في الميدان،بدون أمن وظيفي أو صحي أو اقتصادي أواجتماعي وتظلون سامدين في مكاتبكم ترسلون التعاميم،وتخصمون وتكافئون وتعينون وتفصلون، وتضيفون وتقاعدون لا تراعون النفوس ولا تستفيدون من الدروس،تساوون بين الرياض وجدة وبين شاهق الأشعاف وقمم الجبال، وبين بطون الأودية وسحيق المنحدرات، وبين البلاط المسرمك، والتراب المدمك، ولعمري هذا إجحاف وقصور فأعيدوا النظر، وعالجوا الخطر، ثم أقيموا البناء، واحموه بالحراسات اللازمة، فهناك نفوس تغلي وعقول وقلوب ترجف، والأبواب مشرعة ،والأحداث تضيق حلقاتها ونجن مجردون لا يحق لنا الدفاع عن أنفسنا إحتى نبطح إرضا!!!! ثم أعرج بالحديث مع العذر لكل قارئ وسامع عن ذكرالقبيلة وإني لأبرأ إلى الله من إجرائها مجرى (غزية)وإيرادها مورد:(دعها فإنها منتنة)،وإنما لأعزيها في فلذات أكبادها وأشد على أيدي أبنائها مناديا باللحمة والوحدة والتلاقي والتآزر والوقوف مع بعضنا البعض،فمن فقد يعز علينا مصابه، وكلنا أحبابه، ومن ابتلي بهذا الأمر من أسرة منفذ الاقتحام سيظلون سادة وأعلاما لهم القدر المعلى، ومن أخرج العلم(حسين بن أسعد)وباقي الأسرة من أخ وعم وقريب للمنفذ قد أنزل:(ولا تزر وازرة وزر أخرى)، فهم مكلومون كالباقين وربما كان مصابهم أجل وأعظم ،أحسن الله عزاء الجميع،وأجزل المثوبة للفاقدين، والمغفرةللمفقودين، وبشر الصابرين،والله المستعان..