يمر الإنسان عبر حياته بمراحل عديدة تبدأ بمرحلة الأمومة والطفولة، ثم مرحلة التعليم النظامي، ثم مرحلة الوظيفة والعمل، ويختم هذه المراحل بالتقاعد أو العجز عن العمل.

وتختلف هذه المراحل جملة وتفصيلا من بيئة لاخرى ومن مجتمع لآخر، ففي مرحلة التعليم أو بالأحرى الدراسة تكون المعارف بالتلقي والنقل عبر جرعة من المقررات تتفاوت وفق معايير وأعراف مختارة؛ لكن الحقيقة أن التعليم لا يقف بعد مرحلة الدراسة ابدا سواء انقطع الدارس أو واصل في مراحل التعليم المعتمدة نظاما حتى الوصول لدرجة علمية معنية بجهده ومعرفة بإنتاجه.

استوقفتني اليوم ومنذ البارحة التعليم وشجونه والمعلمون وهمومهم والوزير ومشاغله ومهامه الحكومية والمهنية ولا تختلف كثيرا فهذه من تلك.

والذي استرعاني في الحقيقة أن استمرار الدراسة خارج مقاعد الدراسة يكون بالبحث والقراءة بعيد التأسيس الجيد والبناء الفعال في النشاطين الصفي واللاصفي، فكثير من الجرائم والمصائب الكارثية إنما ظهرت بعد اختفاء ملامح النشاط اللاصفي ودوره في بناء الشخصية الحقيقية للتسامح والمحبة والتعاون بين أفراد مجتمع الفصل والمدرسة، وبالتالي انتقال هذه الإيجابية للمجتمع برمته فالله الله بالنوادي الفكرية والأدبية لكافة المراحل العمرية بل حتى ذوي الاحتياجات الخاصة فهم في حاجة خاصة لمداعبة افكارهم ومعالجة همومهم وتخفيف اوجاعهم ومعاناتهم فكريا. وهنا تكمن قوة المجتمعات فلا خير في مجتمع انتفخت اوداجه الحضارية على حساب أغصان العقل المثمرة.