نتيجة الضغوط التي تعرَّض لها وكم الاتصالات الهائل الذي تلقاه منذ وقوع الحادث حتى الآن؛ قرر حارس الأمن مبارك الدوسري الذي ارتبط اسمه بقضية “فتاة النخيل”، الاستقالة من عمله وعدم العودة إلى مقر الشركة نهائيًّا، ورفضه مقابلة مسؤوليها، معلنًا عودته إلى وادي الدواسر لمساعدة أبيه في تربية الإبل.

وكان الدوسري ارتبط اسمه بقضية “فتاة النخيل”، بعدما شاءت الأقدار أن يكون موجودًا لحظة سقوط الفتاة أثناء هروبها من عضو الهيئة الذي كان يلاحقها؛ حيث تدخَّل الدوسري وساعد الفتاة على النهوض وسترها، قبل أن تتمكن من الهرب، وهي الوقعة التي تسببت في الهجوم على الدوسري بدعوى أنه ساعد الفتاة على الإفلات من العقاب.

وأوضح الدوسري، حسب صحيفة “عكاظ” قائلًا: “لا أنام الليل بسبب الضغوطات والاتصالات الهاتفية التي تردني من مختلف الفئات تبدي تعاطفها معي وتؤكد الوقوف بجانبي في أزمتي”، مؤكدًا أن والده وأقاربه على اتصال دائم به ويشيدون بموقفه، ويطلبون منه العودة إلى وادي الدواسر، مشيرًا إلى أنه تلقى عروضًا من شركات ومؤسسات وطنية تبدي رغبتها في استقطابه للعمل لديها.

وبيَّن الدوسري، أنه سيستغل وجوده في وادي الدواسر بجانب والده وأقاربه للتفكير في العروض التي تلقاها، وقال: “ظروفي المادية صعبة. أحتاج إلى تأمين مستقبلي وإكمال نصف ديني؛ الأمر الذي يتطلب مني سرعة الالتحاق بأي عمل يؤمن لي كل ذلك، إلا أنني في الفترة الحالية أصبحت مشتت الذهن ولا أستطيع اتخاذ أي قرار إلا بمساعدة واستشارة من أسرتي”.

الدوسري لم يُخْفِ خوفه الشديد من ظهوره الإعلامي وكشفه الحقائق التي قد تزعج الآخرين. وقال: “سأغادر الرياض إلى وادي الدواسر بعد أن أتدبر قيمة تغيير إطارات السيارة؛ كي أتخلص من هاجس الخوف الذي يلازمني وأثَّر في نفسيتي”.

وقال مبارك: “الرياض بكبر مساحتها ضاقت في نظري. أنا أمر بهذا الظرف الصعب، خاصةً أنني مثل غيري؛ أتساءل: لماذا يكون ما يحدث لي جزاء من لديهم غيرة على أعراض وشرف الآخرين ويسعى إلى مساعدتهم؟”.